وجدت دراسة جديدة أجرتها جامعتا "إكستر" و"كينغز كوليج" البريطانيتان، أن أدمغة الأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب تميل إلى تخزين الذكريات السلبية بدلًا من تلك الإيجابية.
وأشارت إلى أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، والذين كانوا قلقين أو مكتئبين في ذروة وباء كوفيد-19، قد عانوا من انخفاض في وظيفة الذاكرة يعادل تأثيرات 6 سنوات من الشيخوخة.
ويُعرف عن الذاكرة أنها ليست عاطفة أو فكرة عابرة، بل شيء مادي مكوّن من وصلات تسمى نقاط الاشتباك العصبي، التي تتشكل بين الخلايا العصبية في الدماغ.
وتتكاثر الروابط بين هذه الخلايا العصبية في الساعات التي تلي الحدث، قبل أن يتم تخزين الذاكرة بعيدًا حتى تتمكن من استرجاعها.
وبحسب الدراسة، كلما قل تذكر شيء ما أصبحت هذه الروابط المتشابكة أضعف، ويصبح من الصعب استحضار الذاكرة نفسها بوضوح إلى الذهن. وعند تذكر شيء ما سيتم إطلاق المزيد من هذه الاتصالات حتى اكتمال الذاكرة الكاملة.
"يؤثر على القدرات الذهنية"
في هذا الصدد، يلفت الاستشاري في الطب النفسي والمتخصص في العلاجات النفسية الحديثة وائل كرامة، إلى أنه يصح القول إن الاكتئاب هو عدو الذاكرة.
ويوضح في حديثه لـ "العربي"، أنه من غير الممكن إجراء تقييم للذاكرة في حال كان المرء مكتئبًا، شارحًا أن الاكتئاب يؤثر على الانتباه والقدرات الذهنية لدى المرء، فيعاني تشويشًا في نمط التفكير ويعجز عن التذكر أو يستعيد الذكريات السلبية.
ويضيف أنه لهذا السبب تتم معالجة الاكتئاب قبل إجراء تقييم للذاكرة لمعرفة ما إذا كان المرء يعاني قصورًا فيها خارج الاكتئاب.
خوذة تعزز الذاكرة باستخدام الضوء لعلاج الخرف عند البشر#شبابيك@AljafarawiSalma pic.twitter.com/1tEfi0157M
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 11, 2021
إلى ذلك، يشير كرامة إلى أسباب ثانوية لقصور الذاكرة، موضحًا أن المريض يخضع في هذه الحالة لتحليل دم، ذلك لأن نقص الفيتامين ب 12، والفوليك أسيد يؤدي إلى قصور بالذاكرة.
ويضيف أن الأمر نفسه ينطبق على القصور بالغدة الدرقية، وكذلك اضطرابات النوم، متحدثًا عن ترابط بين القصور بالذاكرة والأمراض المزمنة.