أفادت دراسة بريطانية أعدّها علماء "أمانة الحفاظ على الحشرات"، بأن عدد الحشرات الطائرة تناقص بحدود 60% خلال العشرين عامًا الماضية.
ووفق العلماء، فإن التناقص الكبير في أعداد الحشرات من شأنه أن يهدد النظام البيئي بأكمله، مع العلم أن الأوان لم يفت بعد من أجل عكس هذه النتائج.
وأرجع الباحثون هذا التناقص إلى أسباب عدة أهمها: الاستخدام الموسع للمبيدات الحشرية، والتغير المناخي بالإضافة إلى عمليات تخريب البيئة الطبيعية من خلال حرق الغابات وقطع الأشجار.
وشرح الباحثون أن الحشرات هي طعام بعض الحيوانات كالطيور والخفافيش والأسماك، كما تضطلع بدور في تلقيح المحاصيل والأزهار البرية.
وحذرت الدراسة من أن التناقص في عدد الحشرات ستكون له نتائج على مستوى الإنتاج الزراعي، وبالتالي التأثير على مستويات الغذاء وارتفاع تكلفته.
وفي بريطانيا وحدها، سيتسبب هذه الأمر بفقدان 8 من أصل 10 أزهار برية. وكان لافتًا صدور هذه الدراسة بالتزامن مع دراسة أميركية أفادت بأن أزمة المناخ يمكن أن تقلل من أعداد النحل حول العالم مع المخاطر الكبيرة لما للنحل من دور فعال في تحقيق التوازن البيئي.
ما هي أهمية الحشرات في النظام البيئي؟
وفي هذا الإطار، أوضح رئيس قسم علوم الحياة والأرض في الجامعة اللبنانية البروفيسور حسين أبو حمدان، أن الحشرات جزء من الكائنات الحية في النظام البيئي، وأن أي ضرر يلحق بالنظام سيؤثر سلبًا عليها.
وأضاف في حديث لـ"العربي" أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على حياة الحشرات، كتغيير المناخ، وتغيير طبيعة بعض الأماكن نتيجة الأنشطة البشرية، مما يؤدي إلى انخفاض في أعدادها.
وشرح أن تناقص الحشرات يؤثر سلبًا على عمليات تلقيح المحاصيل والأزهار، لافتًا إلى أن هذه الكائنات الحية تلعب دورًا حيويًا داخل المنظومة البيئة، لما تشكله من مصدر غذاء لبعض الحيوانات، كما أنها تلعب دورًا كبيرًا في تحليل الحيوانات الميتة، فضلًا عن تقديمها بعض الخدمات المباشرة كالنحل الذي ينتج العسل، والفراشات التي تصنع الحرير.
