مثل المفكر التونسي أبو يعرب المرزوقي، اليوم الإثنين، أمام سلطات الأمن جنوبي العاصمة، بتهمة "التهجم على رئيس الجمهورية"، بحسب ما كشف مصدر حقوقي.
وصرّح سمير ديلو عضو هيئة الدفاع عن المرزوقي، بأن موكله "مثل اليوم أمام الفرقة الأولى لمكافحة الإجرام للحرس الوطني في بن عروس، بتهمة التهجم على رئيس الجمهورية"، مضيفًا على فيسبوك: "بطلب من المحامين تم تأجيل استجواب المرزوقي، بتهمة ارتكاب أمر موحش تجاه رئيس الجمهورية إلى الإثنين المقبل".
5 شكاوى من الرئاسة التونسية
كما أفاد بأن سبب الاستدعاء "5 شكايات مقدمة من محاميتين في رئاسة الجمهورية على خلفية 5 تدوينات مؤرخة في 9 فبراير/ شباط، و23 يونيو/ حزيران، و31 يوليو/ تموز، و26 أكتوبر/ تشرين الأول 2020".
وأوضح أنه بحسب الشكايات الخمس، تحتوي تلك التدوينات على "عبارات وألفاظ تمس من هيبة الدولة التونسية وفيها إساءة كبيرة وتهجم واضح على القائد الأعلى للقوات المسلحة في شخص رئيس الجمهورية قيس سعيّد".
وأردف عضو هيئة الدفاع عن المرزوقي: "تم توجيه الشكايات للقضاء العسكري بتهمة التآمر على أمن الدولة وتحقير القائد الأعلى للقوات المسلحة وإحداث البلبلة بالأوساط الاجتماعية والسياسية، وقد تخلت عنها المحكمة الابتدائية العسكرية الدائمة بتونس لفائدة القضاء العدلي لانتفاء الصبغة العسكرية".
ملاحقة على خلفية المقالات
يأتي ذلك، بعد أن أعلن تكتل "مواطنون ضد الانقلاب" أمس الأحد، أن عناصر أمنية دعت المرزوقي إلى المثول أمامها "على خلفية مقالاته في مقاومة الانقلاب من وجهة نظره في الفكر والفلسفة السياسية".
وأكّدت المبادرة الشعبية التونسية "مواطنون ضدّ الانقلاب"، تضامنها المطلق مع المرزوقي ودعت المنظمات الحقوقية والقوى السياسية والمدنية وهياكل الدفاع عن حرية التفكير والتعبير وسائر المفكّرين إلى "التصدي لهذا الانحراف الانقلابي الخطير الذي يواصل جرأته التسلطية في اتجاه ترهيب المبدعين والمفكرين بالرعب المعمّم وفرض نظام الحكم الكلياني ليُطْبِق الصمت المطلق على البلاد بالاستعمال الفج لأجهزة الدولة".
من جهتها، لم تصدر السلطات التونسية حتى الساعة أي بيان حول استجواب المرزوقي، الذي عادةً ما ينشر تدوينات ومقالات عبر فيسبوك، ينتقد فيها سياسة الرئيس سعيّد.
من هو أبو يعرب المرزوقي؟
يذكر أن المرزوقي هو أكاديمي متخصص في الفلسفة العربية واليونانية والألمانية، وانتُخب عضوًا بالمجلس الوطني التأسيسي أي البرلمان المؤقت في أكتوبر/ تشرين الأول 2011، كما شغل منصب مستشار بحكومة حمادي الجبالي (2011-2013)، وهو من أشد معارضي انتخاب سعيّد رئيسًا لتونس عام 2019.
وبرز اسم أبو يعرب المرزوقي في احتجاجات نظمها تكتل "مواطنون ضد الانقلاب"، أبرزها تحرك في الجنوب بشهر يناير/ كانون الثاني الفائت أمام المحكمة الابتدائية في محافظة قابس التونسية.
وأفاد مراسل "العربي" من قابس حينها بأن: هذه الوقفة الاحتجاجية شهدت مشاركة شخصيات سياسية بارزة في الصف الأول ومعروفة بمعارضة لإجراءات سعيد، على رأسهم المفكر الدكتور أبو يعرب المرزوقي.
يذكر أن تونس تعاني منذ 25 يوليو/ تموز الماضي، أزمة سياسية حادة، حين بدأ قيس سعيد فرض إجراءات استثنائية، منها تجميد اختصاصات البرلمان وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقالة الحكومة وتعيين أخرى، حيث ترفض قوى سياسية ومدنية هذه الإجراءات وتعتبرها "انقلابًا على الدستور".
والفيلسوف المرزوقي ليس وحده في قائمة الاستدعاءات السياسية، حيث سبق وأفاد غازي الشواشي الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي، منذ حوالي الأسبوعين والذي يعد صوتًا معارضًا بارزًا للرئيس التونسي بأنه سيمثل أمام قاضي تحقيق بشبهة "الإخلال بالنظام العام وتعطيل عمل الحكومة".