بعد يوم من اتصال هاتفي بين الرئيسين التركي والروسي، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، اليوم الثلاثاء، أن نظيره الروسي سيرغي لافروف سيتوجه إلى تركيا في الثامن من الشهر المقبل، مع وفد عسكري، لمناقشة إنشاء "ممرات آمنة" لتصدير الحبوب الأوكرانية.
وأعلن الكرملين في بيان أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي، أمس الإثنين، بأن روسيا مستعدة لتسهيل العبور البحري غير المقيد للبضائع بما يشمل الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
وقال الوزير التركي إن "لافروف سيأتي إلى تركيا في الثامن من يونيو/ حزيران مع وفد عسكري لمناقشة جملة أمور من بينها إنشاء ممرات آمنة لتصدير الحبوب. إنها المسألة الأهم".
مركز مراقبة للممرات
وأشار تشاووش أوغلو إلى أنه يعتزم "إنشاء مركز مراقبة للممرات في إسطنبول". فيما لم يوضح الوزير الشكل الذي يمكن أن تتخذه هذه المبادرة، أو دور تركيا بشكل دقيق.
لكن أردوغان أبلغ نظيره الروسي أن أنقرة مستعدة للقيام بدور في "آلية للمراقبة" بين موسكو وكييف والأمم المتحدة إذا تم التوصل لاتفاق في هذا الصدد.
وخلال الاتصال الهاتفي، أعرب بوتين "عن استعداد الجانب الروسي لتسهيل النقل البحري للسلع من دون أية عوائق، بالتنسيق مع الشركاء الأتراك. وهذا ينطبق أيضًا على صادرات الحبوب الآتية من الموانئ الأوكرانية" بحسب بيان صادر عن الكرملين.
وتعتبر تركيا الدولة الرئيسية المطلة على البحر الأسود، من الساحل الجنوبي، وروسيا من الشمال. وأصبحت حركة النقل البحري صعبة منذ بداية الهجوم الروسي فجر 24 فبراير/ شباط على أوكرانيا، الأمر الذي سبب الحصار الذي تفرضه البحرية الروسية على الموانئ الأوكرانية ووجود ألغام بحرية انقطع بعضها واقترب من الساحل التركي.
ورغم كون تركيا حليفة لأوكرانيا وتزودها بطائرات مسيّرة للقتال، فقد تمكنت أنقرة من الحفاظ على علاقات مع موسكو، التي تعتمد عليها خصوصًا في إمداداتها من الطاقة.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو قد أعلن الأربعاء الماضي، أن موسكو مستعدة لتوفير ممر إنساني لسفن الغذاء لمغادرة أوكرانيا مقابل رفع بعض العقوبات.
التأثير على الأمن الغذائي
وموانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود مغلقة منذ بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا يوم 24 فبراير/ شباط الفائت، وتحتوي على حوالي 20 مليونا من الحبوب العالقة في صوامع البلاد.
وتؤمن كل من روسيا وأوكرانيا حوالي ثلث إمدادات القمح العالمية، ويسهم بالتالي نقص صادرات الحبوب في تشكيل أزمة غذاء عالمية متنامية.
وكانت وزارة الدفاع البريطانية، انتقدت أخيرًا روسيا، معتبرة أنها مستعدة للتأثير سلبًا على الأمن الغذائي العالمي، مقابل تحقيق أغراضها السياسية.
وسبق ذلك، تنديد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، باقتراح موسكو رفع العقوبات عنها، لتجنّب أزمة غذائية عالمية معتبرًا أنه "ابتزاز".
وتوفّر روسيا وأوكرانيا معًا 30% من إمدادات الغذاء العالمية. وقبل أسابيع قليلة، تقاذفت الولايات المتحدة وروسيا الاتّهامات في الأمم المتحدة، حيث حمّل كل منهما الآخر مسؤولية التدهور المتفاقم للأمن الغذائي في العالم.
وقد دعت واشنطن موسكو إلى السماح بتصدير محاصيل الحبوب الأوكرانية العالقة في موانئ البحر الأسود.