تخلّف النيران التي تجتاح مناطق شاسعة من حول العالم ويصعب السيطرة عليها، وكذلك الأمطار الغزيرة التي تغرق الأراضي والحقول، أضرارًا هائلة.
ويسلط ما تشهده دول عدة من حرائق وفيضانات الضوء على التغيرات المناخية، التي باتت تقلق الكثيرين بشأن مستقبل هذا الكوكب.
ألسنة لهب في اليونان
تستعر ألسنة اللهب على مشارف أثينا، مع اندلاع سلسلة حرائق تُعد الأعنف وتجتاح اليونان لليوم الخامس على التوالي.
وقد التهمت النيران الغابات وأجبرت الآلاف على ترك أماكنهم في جبل بارنيثا المطل على العاصمة. وفيما طلبت السلطات من السكان إخلاء المنطقة، أجلت المئات من جزيرة شرقي أثينا.
ويكافح أكثر من 700 رجل إطفاء لإخماد الحرائق يدعمهم الجيش وطائرات رش المياه. غير أن درجات الحرارة المرتفعة والرياح، تتحدى جهودهم لاحتواء النيران.
وأتت الحرائق التي اجتاحت اليونان على عشرات آلاف الأفدنة في الغابات، ودمرت منازل ومحلات، وأودت بحياة العديد من الحيوانات.
ولم تسجل سوى حالة وفاة واحدة لرجل وقع عليه برج كهرباء في منطقة تستعر بها النيران قرب أثينا، بينما أصيب 9 آخرون على الأقل.
"ديكسي فاير"
إلى ذلك، يواصل حريق "ديكسي فاير" تقدمه شمال ولاية كاليفورنيا الأميركية، حيث بات ثالث أكبر حريق في تاريخ الولاية.
وأتى الحريق الذي اجتاح مدينة غرينفل هذا الأسبوع على أكثر من 1700 كيلومترًا مربعًا، منذ اندلاعه منتصف الشهر الماضي.
ويقول علماء: إن الجفاف الناتج عن التغير المناخي جعل غربي الولايات المتحدة أكثر عرضة للحرائق الضخمة والمدمرة.
أمطار غزيرة
في سياق متصل، أجبرت الأمطار الغزيرة في جنوب السودان عشرات آلاف الأشخاص على مغادرة منازلهم، وفق ما ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وتضرّر نحو تسعين ألف شخص من الفيضانات، حيث غمرت الأمطار المنازل والحقول، وأجبرت السكان والماشية على اللجوء إلى المرتفعات.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن ولاية جونغلي هي الأكثر تضررًا.
أما في كوريا الشمالية، فقد أجلت السلطات نحو 5000 شخصًا نتيجة فيضانات سببتها أمطار غزيرة، وأدت إلى أضرار في أكثر من ألف منزل.
وأفاد التلفزيون الرسمي بأن المياه غمرت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في مقاطعة هامغيونع الجنوبية، حيث انهارت السدود.
ويأتي التقرير مع اعتراف بيونغ يانغ قبل نحو شهرين بأن البلاد تعاني من أزمة غذائية لتدق ناقوس الخطر حيال قطاعها الزراعي.
"نتائج الأزمة المناخية"
ويؤكد مدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند جورج متري، أن العالم يعيش اليوم نتائج الأزمة المناخية.
ويلفت في حديث إلى "العربي" من بيروت، إلى ما تشهده الدول الأوروبية من صيف وشتاء تحت سقف واحد.
ويردف بأن دول شمال أوروبا تغرق بالفيضانات، فيما الجنوبي منها يحترق ويشهد حرائق غير مسبوقة وغير مسيطر عليها.
وفيما يشير إلى أنه يصعب مع الأزمة المناخية السيطرة بشكل سهل على الحرائق، يوضح أن ذلك يتطلب اليوم مجهودًا دوليًا وليس فقط وطنيًا.