في سابقة من نوعها، لجأت منظمة في بريطانيا تدعى "ميسينغ بيبل" (الأشخاص المفقودين) إلى استخدام تقنيات فيديوهات التزييف العميق، بهدف تسهيل العثور على المفقودين في البلاد.
ومن بين هؤلاء المفقودين ليا كراوتشر، وهي فتاة بريطانية اختفت منذ عام 2019 حين كان عمرها 19 عامًا، في بلدة ميلتون كينز بباكنغهام شاير البريطانية.
وفي وقت يكاد أن يفقد أفراد عائلتها الأمل نهائيًا، قرروا التواصل مع المنظمة الخيرية وصمموا سويًا لوحات إعلانات طرقية ذكية، تعتمد على تقنية التزييف العميق التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
فقامت جمعية Missing People، بوضع هذه الإعلانات الذكية على اللوحات الرقمية في الشوارع بهدف جذب انتباه المارة وتوعيتهم بشأن مأساة المفقودين.
في هذا الخصوص قال جون كروشر والد ليا: "آمل أن يعزز ذلك المزيد من الوعي بأن هناك أشخاصًا مفقودين ويرجى الانتباه ومحاولة مساعدتنا جميعًا في العثور عليهم".
أما والدتها، فتصف في حديث إعلامي ميزات ابنتها المفقودة قائلةً: "كانت مضحكة كان لديها حس دعابة.. عندما اعتدنا الذهاب للتسوق عندما نذهب إلى متجر للألعاب كنا نجلس في الخارج ونشاهد الناس فقط".
واليوم تنتشر ملصقات الشابة ليا في شوارع المملكة المتحدة بجانب ملصقات لمفقودين آخرين، تتصدرها عبارة "ساعدوا في البحث" إلى جانت كل المعلومات الأساسية.
التكنولوجيا بخدمة الإنسانية
بدوره، يشرح خبير السلوك ستيف مارتن أن هناك 3 اختلافات رئيسة بين ملصقات التزييف العميق والملصقات التقليدية، فالأول هو أن الصورة عالية الدقة وتتحرك بالفعل على اللوحات الرقمية.
والميزة الثانية بحسب الخبير فهي أنهم ضمنوا فيها خرائط للمكان الذي شوهد فيه الشخص المفقود آخر مرة، "لخلق نوع من التقارب ومكان للمارة".
كذلك، قامت الجمعية بوضع رمز الاستجابة السريعة QR على جميع الملصقات، الذي وفق مارتن يدخلهم إلى موقع خاص عن الشخص المفقود، وهناك "يمكنهم معرفة المزيد من المعلومات حول الفرد مثل أين اختفى وعمره ومعلومات مهمة أخرى".
والأهم من ذلك يتمكن المارة من خلال الإعلان الذكي من معرفة ما يمكنهم القيام به في حال اعتقدوا أنهم شاهدوا هذا الشخص المفقود.
ويفقد في المملكة المتحدة وحدها سنويًا 70 ألف طفل، معظمهم يعودون إلى عائلاتهم في غضون 48 ساعة لكن بعضهم لا يعود أبدًا.
في هذا السياق، تقول جو يول المديرة التنفيذية لمؤسسة الأشخاص المفقودين: "نعتقد أن اللوحات الإعلانية الرقمية هي طريقة رائعة لإشراك المواطنين وبالطبع مع مسألة الفقدان سيفكرون في المكان الذي ربما رأوا فيه الشخص المفقود وإن كانت لديهم أي معلومات".
ما هي تقنية التزييف العميق؟
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه التقنية للمساعدة في قضايا أمنية، حيث استخدمت الشرطة الهولندية مقطعًا مصنوعًا بتقنية التزييف العميق للفتى الهولندي سيدار سواريس الذي قتل رميًا بالرصاص عام 2003، ولم يتم التعرف على قاتله.
فقد وصفت السلطات في روتردام التحقيق بأنه "الأول من نوعه في العالم"، وتأمل من خلاله أن يساعد الفيديو في الوصول إلى القاتل.
أما تقنية التزييف العميق "ديب فيك"، فتستخدم الذكاء الاصطناعي لتعديل الصورة والصوت في مقاطع الفيديو لجعلها تبدو كما لو أن شخصًا ما قال أو فعل شيئًا لم يفعله، فيما يعود أساس التقنية إلى ورقة بحثية عام 1997 لكنها انتشرت بشكل واضح منذ عام 2018.
ولاقت الفيديوهات المزيفة انتشارًا واسعًا مع استخدامها لمشاهير وسياسيين أبرزهم الرؤساء الأميركيون السابقون باراك أوباما ودونالد ترمب، إضافة إلى مارك زوكربيرغ.