عاش اللبنانيون ليلة عطلة رأس السنة الهجرية يوم أمس بظلام دامس في أغلب محافظات البلاد، ودفع ارتفاع حرارة الطقس بالبعض منهم ليلًا لافتراش أرضية شرفات البيوت.
ومع لجوء اللبنانيين إلى الاشتراك في كهرباء المولدات الضخمة الموزعة في أحياء المدن والقرى وسط تقنين حاد من الشركة الأم للدولة، اضطر أصحاب تلك المولدات بأغلبهم لتوقيفها بسبب شح مادة المازوت بالإضافة لغياب التوزيع بسبب عطلة العيد.
وبدت مساحات واسعة من الجنوب البناني الممتد من مدينة صيدا وحتى الناقورة في ظلام دامس، وتناقل الناشطون على مواقع التواصل صورًا وفيديوهات للقرى المعتمة كليًا.
هذا الذي ترونه في الفيديو ادناه ليس لا شيء بل هو الجنوب كاملا كما يبدو من جرجوع الان، من صيدا الى الناقورة مرورا بالنبطية وضواحيها، لا كهرباء ولا مولدات. #لبنان_الى_العتمة pic.twitter.com/i1IJYwhzHq
— Rawad Taha (@rawadtaha) August 9, 2021
وفي العاصمة بيروت لم يكن الوضع بأفضل حال، فأطبق الظلام بشكل كلي على معظم منازلها، وأعلنت المناطق تدريجيًا فيها عن إطفاء مولدات الكهرباء.
كل لبنان غارق بالعتمة!! وبيروت بتحسها سودا من العتمة، بتخوف! هلق كنت عم جيب مي المحلات كلها سكرت بكير لأنو لا كهربا ولا موتير!! ما فيك تمشي قد ما عتمة... بيروت فوق انو فجروها وقتلوا اللي قتلوه، لح يقتلوهم هلق عل السكت، ب بيوتن بلا مي وكهربا ولا حتى ...نفس!!!
— Ghina 🇱🇧 (@stapho05) August 9, 2021
وصباح اليوم شهدت مدينة طرابلس الشمالية قطع طرقات واحتجاجات بسبب انقطاع الكهرباء وفقدان مادة المازوت، فيما طالبت شركة كهربا مدينة زحلة البقاعية التي تعتبر شركة خاصة رئاستي الجمهورية والحكومة وجميع المعنيين ب"التدخل فوراً لتأمين المازوت".
وقالت الشركة في بيان لها: "سنصل مُرغمين إلى انقطاع كُلّي وشامل للكهرباء في غضون 48 ساعة وستكون الشركة ومشتركوها ضحايا التقاعس واللامبالاة ككل لبنان واللبنانيين".
صورة لمدينة بيروت ليلاً، و ما اجملك يا بيروت. ⚠️ملاحظة: الضو يلي مبين بالصورة هيدا قصر بعبدا بيت الشعب pic.twitter.com/wdpS5NoyeL
— Joseph Abi Fadel (@josephabifadel) August 9, 2021
وتحذر المستشفيات من "كارثة صحية" جراء الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، وعدم توفر المازوت لتشغيل المولدات، في وقت تشهد البلاد موجة تفش جديدة لفيروس كورونا.
كما يتخوف المواطنون من أزمة خبز محتملة بسبب فقدان مادة المازوت، حيث كانت بعض الأفران قد حذرت من أنها ستضطر للتوقف عن العمل بعد نفاد الاحتياطي المتوافر لديها من هذه المادة.
ومنذ أكثر من عام ونصف، يعاني لبنان أزمة اقتصادية حادة تسببت بتدهور قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، وانخفاض حاد في احتياطي العملات الأجنبية لدى المصرف المركزي.
ودفعت حرارة الطقس المرتفعة لابتكار حلول بدائية لتأمين نوم الأطفال والعجزة في ظل غياب التكييف والمراوح الهوائية المنزلية بسبب الكهرباء.