تتواصل جهود رجال الإنقاذ اليوم الخميس، لمساعدة ضحايا الزلزال الذي أودى بحياة 1500 شخص جنوبي شرق أفغانستان، وفق ما أعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد أمس الأربعاء، فيما يعرقل نقص الموارد والتضاريس الجبلية والأمطار الغزيرة عملهم.
ووقع الزلزال الكبير في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، في هذه المنطقة الريفية الفقيرة التي يصعب الوصول إليها.
ولقي ألف شخص على الأقل حتفهم وأصيب 1500 آخرون بجروح في بكتيكا وحدها، الولاية الأكثر تضررًا. وتوقع المسؤولون ارتفاع عدد الضحايا خاصة القرى الجبلية النائية التي لم تصلها بعد فرق الإنقاذ.
وفي تصريحات لـ "فرانس برس"، قال محمد أمين حذيفة، رئيس الإعلام والثقافة في ولاية بكتيكا الخميس: "من الصعب جدًا الحصول على معلومات من الأرض بسبب الشبكة (الهاتف) السيئة".
وأضاف: "من الصعب الوصول إلى المواقع المتضررة"، خصوصًا أن "المنطقة شهدت الليلة الماضية فيضانات ناجمة عن هطول أمطار غزيرة"، مؤكدًا أنه لا يوجد تقييم جديد حتى الآن.
وتسبّبت الأمطار الغزيرة بعدد من حوادث انزلاق للتربة، أدت إلى تباطؤ جهود الإغاثة وألحقت أضرارًا بخطوط الهاتف والكهرباء.
موارد محدودة
واستدعت حكومة طالبان الجيش لكنه لا يملك سوى عدد قليل من المروحيات والطائرات، فموارده المالية محدودة جدًا بعد تجميد مليارات الدولارات من الأصول المحتجزة في الخارج وتوقف المساعدات الدولية الغربية التي تعتمد عليها البلاد منذ 20 عامًا.
كما تحدثت الأمم المتحدة عن نقص في آليات إزالة الأنقاض، وقد ذكرت أن ألفي منزل على الأقل- يعيش في كل منها بين سبعة وثمانية أشخاص قد دُمّر.
ودعت حكومة طالبان المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تقديم المساعدات، مشيرة إلى أنها ترحب بمساعدة أي منظمة دولية ولا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
بدوره، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الأمم المتحدة "في حالة تأهب كامل"، لمساعدة أفغانستان مع نشر فرق للإسعافات الأولية وإرسال أدوية ومواد غذائية.
الزلزال الأعنف منذ 20 عاماً.. مئات القتلى والمصابين إثر زلزال مدمر ضرب #أفغانستان وشعر به نحو 120 مليون شخص في 3 دول @AnaAlarabytv pic.twitter.com/NQLdCYQouL
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 22, 2022
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) إلى أن السكان في حاجة إلى مأوى على رأس الأولويات بسبب الأمطار والبرد غير المعتاد في هذا الموسم، وكذلك إلى مساعدات غذائية وغير غذائية ومن حيث خدمات المياه والنظافة والصرف الصحي.
والخميس، أعلنت حركة طالبان تسلّم طائرتين محملتين بمساعدات من إيران وواحدة من قطر. كما وصلت ثماني شاحنات محملة بالأغذية وإمدادات إسعافات أولية من باكستان المجاورة إلى ولاية بكتيكا، مؤكدة استعدادها لاستقبال الجرحى في مستشفياتها.
أما الاتحاد الأوروبي، فقد أبدى الأربعاء استعداده "لتقديم مساعدات طارئة"، بينما أكدت الولايات المتحدة "بحزن عميق" أنها تدرس خيار الاستجابة الإنسانية.
وتشهد أفغانستان بشكل متكرر زلازل خصوصًا في سلسلة جبال هندو كوش التي تقع عند تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية. ويمكن أن تكون هذه الكوارث مدمرة بشكل خاص، بسبب المرونة المنخفضة للمنازل الأفغانية الريفية.
وفي مايو/ أيار 1998، وقع أعنف زلزال في تاريخ أفغانستان الحديث، موديًا بحياة خمسة آلاف شخص في ولايتي تخار وبدخشان (شمال شرق).