فتح القضاء الجزائري، اليوم الخميس، تحقيقًا في قضية إقدام مجموعة من الأشخاص على إحراق شاب حيًا أمس الأربعاء.
وكانت منظمة العفو الدولية، قد طالبت السلطات الجزائرية بالتحقيق بعد انتشار مقاطع في صور فيديو تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر إقدام مجموعة من الأشخاص على إحراق الشاب حيًا بعد اتهامه بإشعال حرائق في الجزائر، وسط حملة استنكار وغضب شعبي عارم إزاء الحادثة.
جمال بن إسماعيل ضحية اعتداء وحشي
وفي تفاصيل الحادث المروع، تناقلت حسابات لسكان مدينة مليانة (120 كلم غرب العاصمة الجزائرية) على مواقع التواصل تعليقات تعبر عن السخط من "الاعتداء الوحشي" الذي تعرض له جمال بن إسماعيل البالغ من العمر 38 عامًا، والذي يعرف باسم "جيمي" في منطقة الأربعاء ناث إيراثن، إحدى أكثر المناطق تضررًا من حرائق الغابات بولاية تيزي وزو.
وانتشرت صور فيديو لشاب يتعرض للضرب على أيدي مجموعة كبيرة من الشباب، ثم تظهر فيه جثة تشتعل نارًا، ويقوم شبان حولها بتصويرها.
وعلى الفور، طالبت منظمة العفو الدولية فرع الجزائر، السلطات "أن تبدأ فورا في التحقيق" في الحادثة، مؤكّدة على وجوب "أن تبعث السلطات رسالة واضحة بأنها لن تسمح بمثل هذا العنف".
من جهتها، اعتبرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان ما حدث "عملًا وحشيًا، بمثل وحشية ما تعرض له ضحايا الحرائق".
وينحدر "جيمي" من مدينة مليانة بولاية عين الدفلى، وهو فنان موسيقي ورسام، وظهر في أحد الفيدوهات وهو يقول للصحافة المحلية: "أتيت البارحة ليلًا، لم أنم لأتمكن من الوقوف إلى جانب إخوتي الذين قدموا لي درسًا للتضامن والشجاعة".
وأضاف بحسب الفيديو: "أتمنى من جميع الجزائريين الأحرار أن يلعبوا دوري".
“لن نتوقّف حتى تنطفئ النار“.. جزائريون يتطوعون لإخماد الحرائق المستعرة في البلاد 👇#الجزائر #الجزائر_تحترق @AnaAlarabytv pic.twitter.com/3u3mHcMryk
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 12, 2021
بيان النيابة الجزائرية
أما النيابة الجزائرية فنشرت تفاصيل عن الجريمة الوحشية، مفيدة بأن "مجموعة من المواطنين قامت بإلقاء القبض على ثلاثة أشخاص كانوا على متن سيارة إثر شكوك راودتهم من أنهم متورطون في حرائق الغابات، وبعد أن اعتدوا عليهم بالضرب تدخلت الشرطة لإنقاذ الثلاثة وتحويلهم إلى مقر الشرطة".
وتابع البيان: "غير أن المجموعة واصلت تهجمها على مقر الشرطة باستعمال العنف وتمكنوا من إخراج أحد الثلاثة وسحبه إلى ساحة المدينة، والاعتداء عليه بالضرب وإضرام النار في جسده مما أدى إلى وفاته. كما تعرض عناصر الشرطة الذين تدخلوا لحماية الضحية وإنقاذه لإصابات متفاوتة".
وطالب والد الشاب نور الدين بن إسماعيل في تصريح لوسائل إعلام محلية، "السلطات بإحقاق الحق، داعيًا إلى الهدوء". كما طلب تسليمه جثة ابنه لأنه لا يستطيع الانتقال إلى تيزي وزو، قائلًا "لا أعرف ما الذي ينتظرني هناك".
وقال أصدقاء الضحية وجيرانه أن بن إسماعيل ذهب إلى تيزي وزو للمساعدة في إخماد الحرائق، وذكر جاره أن "جمال إنسان جميل، شاعر فنان وملحن يعزف على 12 آلة موسيقية... وهو متطوع في فرع الحماية المدنية بمليانة".
وتحدثت تقارير عن أن أعيان منطقة القبائل وممثلي بعض القرى في ولاية تيزي وزو "سيتوجهون إلى مدينة مليانة لتقديم الاعتذار والتعازي نيابة عن المنطقة لأسرة جمال".
قُتل وحُرقت جثته بعد اتهامه بإشعال الحرائق.. جريمة تهزّ #الجزائر ومطالبات واسعة بمحاسبة المتورطين@AnaAlarabytv pic.twitter.com/1Ja60AR2PE
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 12, 2021
الحرائق في الجزائر
يذكر أن جهود إخماد النيران التي اجتاحت شمال الجزائر منذ أربعة أيام، تستمر بلا هوادة من قبل فرق الدفاع المدني المدعومة بطائرات خاصة تم استئجارها من أوروبا.
وتواصل فرق الإطفاء العمل على إخماد عشرات الحرائق في شمال شرق البلاد وصولًا إلى الحدود مع تونس.
ويشارك 800 رجل و115 شاحنة في إخماد الحرائق بمساندة مروحيتين من المجموعة الجوية التابعة للحماية المدنية ومروحيات تابعة للجيش.