اتفق المغرب والاتحاد الأوروبي على تعزيز التعاون في مكافحة عمليات تهريب البشر، بعد مقتل 23 مهاجرًا على الأقل خلال محاولة عبور جماعي للحدود من المغرب إلى جيب مليلية الإسباني المجاور.
وفي نهاية يونيو/حزيران الماضي، اقتحم نحو ألفي مهاجر الحدود مع مليلية، ما أدى إلى اندلاع مناوشات عنيفة لمدة ساعتين مع قوات الأمن المغربية وحرس الحدود الإسباني.
وفي نهاية المطاف، تمكّن حوالي 100 شخص من عبور الحدود البرية الوحيدة لأوروبا مع إفريقيا، لكن لقطات مروعة، نُشرت لاحقًا، أظهرت عشرات المهاجرين بين قتيل وجريح، وقد تكدسوا بجانب سياج حدودي مغربي.
وقالت السلطات المغربية إن عددًا من المهاجرين لقوا حتفهم في حادثة تدافع، بينما سقط آخرون أثناء تسلق السياج.
وقالت منظمات محلية لحقوق الإنسان إن هناك مصابين تُركوا لساعات دون علاج طبي، مما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى.
ودعت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية معنية بحقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق مستقل في الاشتباكات؛ بينما فتح المدعي العام في كلا البلدين تحقيقًا مستقلًا.
حقوقيون يحتجون في #الرباط للمطالبة بتحقيق مستقل بشأن أحداث #مليلية ومحاسبة المسؤولين #المغرب تقرير: أنس رضوان pic.twitter.com/Qkccwnma5S
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 2, 2022
وبعد الحادث بقليل، اتهم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عصابات التهريب بتنظيم الهجوم، وشكر قوات الأمن المغربية على مساعدتها في ضبط الحدود.
التصدّي لتجار البشر
واليوم الجمعة، ناقش وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا، ومفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية إيلفا جوهانسون، ووزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، في اجتماع عقدوه في الرباط، سبل التصدي لما قالوا إنها "إستراتيجيات جديدة" يستخدمها المهاجرون الراغبون في الوصول إلى الأراضي الأوروبية.
وجدّد ممثلو إسبانيا والاتحاد الأوروبي شكرهم للمغرب، لكنّهم أيضا وصفوا ما حدث بأنه "مؤلم"، معربين عن أسفهم لسقوط قتلى.
وقالت جوهانسون في مقطع فيديو نشرته إسبانيا: "المغرب شريك إستراتيجي ملتزم للاتحاد الأوروبي فيما يتعلّق بإدارة الهجرة بطريقة منظمة. ونحن على استعداد لتعميق تعاوننا".
وأضافت: "من المهم أن نتصدّى لهذه المواقف الخطيرة، ولمجموعات التهريب ذات التنظيم الجيد، لإنقاذ الأرواح وإدارة الهجرة بطريقة منظمة".
وقال المسؤولون الثلاث، في بيان مشترك، إن الاتفاقية ستشمل دعم عمليات إدارة الحدود وتعزيز التعاون بين شرطة البلدين، بما في ذلك التحقيقات المشتركة، وتعزيز التعاون مع وكالات الاتحاد الأوروبي.
وتقول إسبانيا إن سياستها المتعلّقة بالعمل مع الدول الإفريقية لاحتواء الهجرة في نقطة المنشأ نجحت في وقف 40% من حركات الهجرة العشوائية.
