في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية، أن اجتماع إسطنبول بمشاركة تركية روسية أوكرانية والأمم المتحدة لبحث سبل نقل الحبوب الأوكرانية، أسفر عن صياغة بعض العناصر لاتفاقيات محتملة.
وأوضحت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في تصريح صحفي اليوم الخميس، أن أزمة الحبوب تمت مناقشتها مع الوفود العسكرية بشكل مفصل، وأن المفاوضات ستستمر بنفس الصيغة.
واستضافت تركيا الأربعاء، وفدين عسكريين من روسيا وأوكرانيا إلى جانب دبلوماسيين من الأمم المتحدة، لبحث استئناف إيصال شحنات الحبوب عبر البحر الأسود.
وأكدت زاخاروفا أنه رغم محاولة الولايات المتحدة تعزيز القدرة العسكرية لنظام كييف، إلا أن العملية العسكرية الروسية ستستمر لتحقيق جميع الأهداف التي حددتها الإدارة الروسية.
ومع اندلاع الحرب في أوكرانيا، ارتفعت أسعار الحبوب وزيوت الطهي والوقود والأسمدة. وأدى الهجوم الروسي والحصار البحري إلى توقف الصادرات، مما أدى إلى تقطع السبل بعشرات السفن وبات نحو 20 مليون طن من الحبوب عالقة في صوامع بميناء أوديسا.
وأوكرانيا وروسيا موردان رئيسيان للقمح على مستوى العالم، إضافة إلى كون روسيا مُصدرًا كبيرًا للأسمدة، فيما تعد أوكرانيا منتجًا مهمًا لزيت الذرة ودوار الشمس.
وتشير واشنطن بدورها إلى أن صادرات الحبوب والأسمدة الروسية لا تخضع للعقوبات، التي لحقت بموسكو بعد الهجوم على أوكرانيا، حيث عرضت تقديم تأكيدات مكتوبة لشركات الشحن والدول المستوردة.
إنشاء مركز تنسيق
والأربعاء، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن الاجتماع الرباعي الذي عقد لمناقشة نقل الحبوب من أوكرانيا اتفق على إنشاء مركز تنسيق في ولاية إسطنبول يضم ممثلي الأطراف المعنية.
ولفت أكار في تصريحات صحفية، إلى أن اجتماع إسطنبول الرباعي، تفاهم بشأن إجراء عمليات تفتيش مشتركة في نقاط الخروج والوصول بالموانئ وضمان سلامة الملاحة.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: "الاتفاق يشمل ضوابط مشتركة لفحص شحنات الحبوب في الموانئ، على أن تضمن تركيا سلامة ممرات التصدير في البحر الأسود. وستنشئ تركيا أيضًا مركز تنسيق مع أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة لصادرات الحبوب".
وأشار إلى أن الوفدين الأوكراني والروسي سيجتمعان الأسبوع المقبل في تركيا ويراجعان جميع التفاصيل ويوقعان "على الإجراءات التي قمنا بها".
ويعاني الكثير من بلدان العالم من أزمة حبوب نتيجة عدم تمكن سفن الشحن من مغادرة الموانئ الأوكرانية بسبب الحرب المندلعة منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.
وأثارت أوكرانيا الثلاثاء الماضي، الآمال في زيادة صادرات الحبوب، على الرغم من الحصار الروسي لموانئ البحر الأسود، مشيرة إلى أن السفن بدأت في المرور عبر مصب مهم لنهر الدانوب، فيما تعمل الأمم المتحدة أيضًا على تسهيل صادرات روسيا من الحبوب والأسمدة.
وتواصل روسيا تصدير الحبوب منذ بدء الحرب، لكن هناك نقصًا في السفن الكبيرة، إذ يخشى العديد من مالكيها إرسالها إلى المنطقة، كما أن تكلفة الشحن والتأمين زادت بشكل حاد.