رغم أن التقييم الرائج لحصيلة المناكفة الدبلوماسية في مجلس الأمن، خلال الأسبوع الفائت، حول تمديد آلية تمرير المساعدات الدولية عبر الحدود إلى سوريا، مفادها أن روسيا حققت نجاحاً وابتزت المجتمع الدولي، ولوت ذراعه كي يخضع لإرادتها، بتمديد الآلية لستة أشهر فقط.. إلا أن تساؤلاً يغيب عن النقاش بهذا الخصوص.
إن كانت روسيا ترى أن تمرير المساعدات عبر الحدود يضرّ بـ"سيادة" النظام السوري، ويلجم مساعيها في تعزيز "شرعيته"، وجعل اليد العليا في شمال غرب البلاد، لـ"دمشق"، باستخدام المساعدات كـ سلاح.. إذاً، لماذا لم تُجهض روسيا آلية تمرير المساعدات عبر الحدود، تماماً؟
استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو)، ضد قرار التمديد لعام، ومن ثم لوحت بـ"فيتو" آخر، ضد التمديد لتسعة أشهر، مصرّةً على التمديد لستة أشهر فقط، وهو ما اعتبرته منظمات إغاثية "الحلقة الأخيرة" في تمرير المساعدات عبر "باب الهوى"، وانتقال هذه العملية، لتتم عبر "خطوط التماس"، لتصبح المساعدات رهينةً بإرادة "دمشق". فلماذا أتاحت موسكو هذه المهلة الزمنية لتحقيق هذا الهدف؟ ولماذا لم تذهب نحو تحقيق هذا الهدف - إنهاء المساعدات عبر الحدود - مباشرةً؟