الثلاثاء 1 أكتوبر / October 2024

زلزال هايتي.. نحو 1300 قتيل وفرق الإنقاذ تواصل البحث عن ناجين

زلزال هايتي.. نحو 1300 قتيل وفرق الإنقاذ تواصل البحث عن ناجين

شارك القصة

زلزال هايتي
ارتفعت الحصيلة المؤقّتة للزلزال القوي الذي ضرب جنوب غرب هايتي إلى 1297 قتيلًا (غيتي)
أعاد زلزال هايتي الذي وقع يوم السبت إلى أذهان السكان التفاصيل الأليمة والقاسية التي حصلت إثر زلزال عام 2010.

واصلت فرق الإنقاذ الأحد في هايتي البحث عن ناجين غداة زلزال بلغت قوّته 7,2 درجات وأسفر عن مقتل نحو 1300 شخص وإصابة أكثر من 5700، معيدًا إلى الأذهان الذكريات المؤلمة للزلزال المدمّر عام 2010.

وارتفعت الحصيلة الموقّتة للزلزال القوي الذي ضرب السبت جنوب غرب هايتي إلى 1297 قتيلًا وفق ما أعلنت الحماية المدنيّة الأحد.

وقالت الحماية المدنيّة في بيان: إنّ حصيلة الجرحى ارتفعت إلى أكثر من 5700، مشيرةً إلى أنّ هناك "أشخاصًا كثيرين آخرين تحت الأنقاض". وكانت الحماية المدنيّة أشارت في حصيلة سابقة إلى وجود 724 قتيلًا.

مستشفيات قليلة لا تكفي

وضرب الزلزال هايتي السبت وأدّى لانهيار كنائس ومحال ومنازل ومبانٍ علق مئات تحت أنقاضها.

وعمل السكّان على انتشال جرحى عالقين تحت الأنقاض، في جهود أشاد بها الدفاع المدنيّ، مؤكّدًا أنّ "عمليّات التدخّل الأولى (...) أتاحت سحب كثيرين من تحت الأنقاض". وتبذل المستشفيات القليلة في المناطق المتضرّرة جهودًا شاقّة لتقديم الإسعافات.

وتفقّد رئيس الوزراء أرييل هنري على متن مروحيّة المناطق الأكثر تضرّرًا، معلنًا السبت حال الطوارئ لمدّة شهر في المقاطعات الأربع المتضرّرة من الكارثة.

تهديد العصابات

وأرسلت وزارة الصحّة موظّفين وأدوية إلى جنوب غرب شبه الجزيرة، لكنّ الخدمات اللوجستيّة العاجلة معرّضة للخطر بسبب انعدام الأمن الذي تشهده هايتي منذ أشهر.

ويمر الطريق الوحيد الذي يربط العاصمة بالنصف الجنوبي من البلاد على امتداد أكثر من كيلومترين بقليل، في حي مارتيسان الفقير الذي تُسيطر عليه عصابات مسلّحة منذ أوائل يونيو/ حزيران، ما يعرقل التنقّل الحرّ. وقال رئيس الوزراء مساء السبت "يجب أن تتمكّن كلّ المساعدات من العبور".

وفي واشنطن، عرض الرئيس جو بايدن مساعدة "فوريّة" من الولايات المتحدة وكلّف مديرة الوكالة الأميركيّة للمساعدة الدوليّة للتنمية (يو إس آيد) سامانتا باورز بتنسيق هذا الجهد".

من جهته، أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنّه "يتابع آخر تطوّرات المأساة في هايتي". وكتب على تويتر: "الأمم المتحدة تعمل لدعم الاحتياجات الطارئة".

كما أعرب البابا فرنسيس عن تضامنه مع هايتي، داعيًا الأسرة الدوليّة إلى "مساعدتها".

وقال البابا يوم الأحد: "أودّ الإعراب عن تضامني مع السكّان الذين تضرّروا بشدّة من الزلزال". وأضاف: "أتوجّه بكلمات تشجيع للناجين، آملاً في أن يتدخّل المجتمع الدولي وأن يؤدّي تضامن الجميع إلى تخفيف عواقب المأساة".

مساعدات من كل الجهات 

أعلنت جمهورية الدومينيكان المجاورة لهايتي والواقعة على الجزيرة نفسها، إرسال عشرة آلاف حصّة غذائيّة عاجلة ومعدّات طبّية. كذلك، عرضت المكسيك والبيرو والأرجنتين وتشيلي وفنزويلا المساعدة، وأرسلت الإكوادور فريقًا من 34 عنصر إسعاف للمشاركة في عمليات البحث.

وأكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز للهايتيّين أنّ بإمكانهم "الاعتماد على مساعدة إسبانيا".

وجهّز الأطبّاء الكوبيّون البالغ عددهم 253 والموجودون في البلاد للمساعدة في مكافحة جائحة كوفيد-19، مستشفى في بور أو برنس لاستقبال الجرحى.

وأعلنت لاعبة التنس اليابانية ناومي أوساكا المولودة لأب هايتيّ، منح جميع إيراداتها التي ستحصل عليها في بطولة مقبلة لضحايا الزلزال. وكتبت في تغريدة: "هذا الدمار مؤلم حقًا".

استعادة ذكريات 2010 الأليمة

وصوّر شهود ركام العديد من المباني الاسمنتيّة، بينها كنيسة يبدو أنّها كانت تشهد احتفالًا دينيًا صباح السبت في منطقة تبعد 200 كيلومتر جنوب غرب بور أو برانس.

ولا يزال أفقر بلد في القارّة الأميركيّة يتذكّر زلزال 12 يناير/ كانون الثاني 2010 الذي دمّر العاصمة ومدنًا كثيرة. وقُتل حينذاك أكثر من مئتي ألف شخص وجرح أكثر من 300 ألف آخرين، فضلًا عن تشريد مليون ونصف مليون من السكّان.

وبعد أكثر من عشر سنوات على هذا الزلزال المدمّر، لم تتمكّن هايتي الغارقة في أزمة اجتماعيّة وسياسيّة حادّة من مواجهة تحدّي إعادة الإعمار.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close