الجمعة 18 أكتوبر / October 2024

فرنسا تعتزم فتح أرشيف "اللحظات المؤلمة" إبان استعمارها للكاميرون

فرنسا تعتزم فتح أرشيف "اللحظات المؤلمة" إبان استعمارها للكاميرون

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" حول قرار الرئاسة الفرنسية السماح برفع السرية عن أرشيف حقبة استعمار الجزائر العام الماضي (الصورة: غيتي)
تعتزم فرنسا فتح أرشيف حكمها الاستعماري في الكاميرون "بالكامل"، وطلبت من المؤرخين تسليط الضوء على "اللحظات المؤلمة" في تلك الحقبة.

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء أن أرشيف الحكم الاستعماري لبلاده في الكاميرون سيفتح "بالكامل"، طالبًا من المؤرخين تسليط الضوء على "اللحظات المؤلمة" في تلك الحقبة.

وقال ماكرون من العاصمة الكاميرونية ياوندي: إنه يريد أن يعمل مؤرخون من البلدين معًا على التحقيق في أحداث الماضي وتحديد "المسؤوليات".

وقمعت السلطات الاستعمارية الفرنسية بوحشية القوميين الكاميرونيين المسلحين قبل استقلال البلاد عام 1960.

كما قتل عشرات الآلاف من أنصار حزب "اتحاد شعوب الكاميرون"، بمن فيهم الزعيم الاستقلالي روبن أوم نيوبي، على يد الجيش الفرنسي.

وشارك الجيش الكاميروني في ظل حكم أحمدو أهيدجو، أول زعيم للبلاد بعد الاستقلال، في عمليات القتل التي طالت مقاتلي "اتحاد شعوب الكاميرون".

واعترف الرئيس السابق فرانسوا هولاند عام 2015 بأن الماضي الاستعماري الفرنسي في الكاميرون جلب لحظات "مأساوية"، مشيرًا إلى أنه منفتح على إماطة اللثام عن الأرشيف.

والإثنين، دعت مجموعة من الأحزاب السياسية الكاميرونية ماكرون إلى الاعتراف بـ"الجرائم" التي ارتكبتها فرنسا خلال حقبة الاستعمار.

وقال دبلوماسي فرنسي: إن "إتاحة الوصول إلى المحفوظات العسكرية والدبلوماسية سيسمح للمؤرخين بإكمال عملهم في الكاميرون، وبعد ذلك يمكن اتخاذ إجراءات سياسية".

وجاءت تعليقات ماكرون في المحطة الأولى من جولة إفريقية تشمل أيضًا بنين وغينيا بيساو، حيث يأمل في إعادة ضبط علاقات بلاده مع دول القارة التي كانت العديد منها مستعمرات فرنسية سابقة.

وفي ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، أعلنت فرنسا أنها فتحت أرشيفها المتعلق بالقضايا القانونية وتحقيقات الشرطة في الجزائر خلال حربها ضد الاستعمار، وفق ما ذكر نص نُشر في الجريدة الرسمية.

ويسمح مرسوم وزارة الثقافة بالاطلاع على كل "المحفوظات العامة التي تم إنشاؤها في إطار القضايا المتعلقة بالأحداث التي وقعت خلال الحرب الجزائرية بين الأول من نوفمبر/ تشرين الأول 1954 و31 ديسمبر/ كانون الأول 1966".

وبداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اندلعت أزمة بين البلدين، تمثلت في استدعاء الجزائر سفيرها لدى باريس للتشاور احتجاجًا على تصريحات لماكرون شكك فيها بوجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، واتهم النظام السياسي القائم بأنه يستقوي بريع الذاكرة، قبل أن تعلن عودته أوائل يناير/ كانون الثاني الماضي.

ومنذ سنوات، تتفاوض الجزائر وفرنسا حول 4 ملفات تاريخية عالقة؛ أولها الأرشيف الجزائري، وثانيها استرجاع جماجم قادة الثورات الشعبية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close