تعد الأرجنتين وجارتها البرازيل، بلدين مهمين في ميزان الغذاء الدولي، إذ يتكفلان بتغطية حاجة شطر مهم من حاجة العالم للقمح، في ظل الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا، اللتين تنتجان ثلث صادرات العالم منه.
ويحصد البلدان الواقعان في أميركا اللاتينية قرابة 29 مليون طن من القمح سنويًا، وهو ما يضاهي حجم الإنتاج الفرنسي، وقد ازدادت أهميتهما مع اندلاع الحرب الأوكرانية في فبراير/ شباط الماضي.
الأرجنتين
تنتج الأرجنتين 20 مليون طن من القمح سنويًا، وهي متفائلة مع الدعم الذي تلقته بهطول الأمطار، قاطعة الطريق على الجفاف الذي أصاب أراضيها، إذ تزرع "بلاد الفضة" قرابة 25 مليون فدان من تلك الحبوب.
وتحل بيونس آيرس في المرتبة الحادية عشرة بين الدول المنتجة للقمح، ويشكل محصولها دعامة مهمة لاستقرار مؤشرات الغذاء، والأسعار العالمية، والتي تضررت بفعل الحرب الروسية الأوكرانية، قبل أن يسفر "اتفاق إسطنبول الأخير" عن تخفيف الهواجس بشأن إمدادات الحبوب.
#الأرجنتين و #البرازيل تحصدان كميات ضخمة من القمح قد تغطيان شطر مهم من احتياجات العالم تقرير: علي القيسية pic.twitter.com/3OrxdT5AbU
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 31, 2022
وبدأت السلطات الأوكرانية، يوم الجمعة، تحميل أول شحنة من الحبوب على سفينة تركية لتصديرها، في أعقاب اتفاق مع روسيا برعاية أممية وتركية في إسطنبول.
البرازيل
ومع استعانتها بالتكنولوجيا لزيادة إنتاجها في الموسم الحالي، تطمح البرازيل للوصول إلى إنتاج 9 ملايين طن من القمح، مدركة مخاطر التغير المناخي، وأهمية توفير الغذاء لـ220 مليون نسمة.
وتقوم البرازيل بتجارب على بذور القمح المعدلة وراثيًا، لضمان تمكن تلك الحبوب من مجابهة أقسى الظروف المناخية، في منطقة سيرادو، الأكثر سخونة وجفافًا في بلاد "السامبا"، أملًا في وصول المحصول إلى 12 مليون طن سنويًا بعد 10 سنوات من تلك التجارب.
ويستهلك العالم سنويًا 750 مليون طن من القمح، وأي إضافة في الإنتاج من البلدين اللاتينيين أو سواهما، ستشكل حماية للطبقات المهمشة، كي لا تنزلق إلى مستنقع الجوع.
وقد أسفر الهجوم الروسي على أوكرانيا عن تعطل الكثير من الإمدادات العالمية من الغذاء والوقود والأسمدة، وهو ما فاقم الوضع المأساوي لملايين الأشخاص في مختلف أنحاء العالم.