مدّدت محكمة عوفر الاسرائيلية اعتقال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" في مخيم جنين بسام السعدي لمدة ثمانية أيام، ما دفع فصائل المقاومة في غزة إلى إعلان النفير العام متوعّدة بالانتقام.
وخلال جلسة تمديد اعتقاله، ظهرت على السعدي آثار كدمات وضربات ودماء متفرقة على رأسه ويديه ورقبته.
وأوضح، خلال الجلسة، أنه تعرّض لاعتداء وحشي من قبل جنود الاحتلال بأعقاب بنادقهم، وعضّات الكلاب أثناء اعتقاله.
ويُعتبر السعدي إحدى الشخصيات الفلسطينية التي تُجمع عليها الأطياف السياسية كافة مهما اختلفت.
والسعدي الذي يبلغ 63 عامًا، قضى منها نحو 15 عامًا في سجون الاحتلال. إلا أن عملية اعتقاله الاخيرة، كانت انتقامًا منه ومن مخيم جنين، وفقًا لأقربائه.
وقال نجله عزّ السعدي، في حديث إلى "العربي"، إن والده تعرّض لاعتداء وحشي، وسحل وضرب.
وخلّف اعتقال السعدي شهيدًا وجرحى برصاص جنود الاحتلال، بعد أن استخدموا عتادًا عسكريًا وقوات خاصة لاقتحام مخيم جنين.
قوات الاحتلال تعتقل قياديا بارزا في حركة الجهاد الإسلامي بعد اقتحام منزله في #جنين#فلسطين pic.twitter.com/aul2NaeMh5
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 21, 2022
نفير عام فلسطيني وتأهب اسرائيلي
ودفع مشهد الاعتقال في جنين، المقاومة في غزة إلى إعلان النفير العام، ردًا على ما أسمته "الجريمة الجديدة" في الضفة الغربية المحتلة.
وقال ماهر الأطرش، القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" في جنين، في حديث إلى "العربي"، إن حركة الجهاد الإسلامي و"سرايا القدس" مستنفرتان في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، محمّلًا الاحتلال مسؤولية صحة السعدي.
وأوعز رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، خلال جولة أجراها قرب قطاع غزة، باستمرار التأهب والاستعداد في محيط القطاع، مشيرًا إلى أن الأمر قد يستمرّ أيامًا إضافية.
وذكرت وسائل إعلام اسرائيلية أن سلاح الجو الاسرائيلي غطّى قطاع غزة بطائرات مسيرة مسلّحة لاستهدف خلايا قد تحاول استهداف أهداف اسرائيلية بصواريخ مضادة للدروع.
ويواصل الجيش الإسرائيلي، لليوم الثالث على التوالي، التأهب وإغلاق بعض الطرق القريبة من قطاع غزة، والمعابر التجارية والمدنية تحسبًا من عمليات قد تنفّذها حركة "الجهاد الإسلامي" ردًا على اعتقال السعدي.
مطالب واضحة
وأوضح مراسل "العربي" من غزة عبدالله مقداد أن هناك وساطتين أممية ومصرية مع الأطراف كافة في محاولة لضبط الميدان وإعادة الهدوء، وعدم تفجّر الموقف في أي لحظة.
وأضاف أن مطالب حركة "الجهاد الإسلامي" واضحة تتلخّص في ضمان صحة السعدي وسلامته، والإفراج عن الأسير خليل العواودة الذي يعاني من تدهور صحته بعد إضراب عن الطعام مستمر منذ 100 يوم.
وأوضح أن هذا التصلّب في المواقف السياسية انعكس على الميدان حيث تسود حالة من التوتر، ولا تزال "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، في حالة تأهب قصوى وتحسبًا لأي تطوّر قد ينجم. وفي المقابل، لم تتوقّف المسيرات الاسرائيلية عن التحليق فوق مناطق مختلفة من قطاع غزة.
بدورها، أوضحت كريستين ريناوي، مراسلة "العربي" من القدس، أن اسرائيل تأخذ التهديدات الفلسطينية على محمل الجد، كما أنها تتهيأ لمرحلة من التصعيد مع إصدارها بيانات تهديد.
وأضافت أن القوات الاسرائيلية عزّزت فرقة غزة بقوات خاصّة وفرق مشاة وهندسة ومدفعية ومدرعات، في إطار رفع الجاهزية العامّة واحتمال أن يشهد الميدان تصعيدًا خلال الساعات الـ48 المقبلة.