ما تزال جزيرة تايوان تشهد تصعيدًا من قبل الجارة الصين، والذي ارتفع منسوبه عقب زيارة وفد من الكونغرس الأميركي ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايبيه أخيرًا.
وجديد التوتر، بعد إعلان وزارة الدفاع التايوانية أنها رصدت 17 طائرة حربية و5 سفن للجيش الصيني في محيط البلاد، مساء السبت.
وأوضحت الوزارة، أن 7 من الطائرات الحربية الـ17 التابعة للقوة الجوية لجيش التحرير الشعبي عبرت خط الوسط الذي يفصل الصين وتايوان في المضيق البحري، أو غامرت بالدخول إلى القطاع الجنوبي الغربي من منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية (ADIZ).
وأضاف البيان أن الطائرات السبع التي جرى رصدها هي: قاذفتا قنابل من طراز Xi’an JH-7، وطائرتا سوخوي 30 وطائرتان نفاثتان من طراز Shenyang J-11 وطائرة مضادة للغواصات من طراز e Shaanxi Y-8.
وأوضح البيان، أن طائرة سوخوي 30 عبرت خط الوسط من الطرف الشمالي، بينما تم رصد الطائرات الخمس الأخرى بالقرب من الطرف الجنوبي.
وأكدت وزارة الدفاع في بيانها أنها كلفت الدوريات الجوية القتالية (CAP) وسفن البحرية وأنظمة صواريخ الدفاع الجوي البرية بمراقبة الأنشطة الصينية والرد عليها، مع إصدار تحذيرات إذاعية.
توتر متسارع
وتصاعدت التوترات بين واشنطن وبكين بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان، والتي تمت مطلع أغسطس/ آب الجاري، رغم التحذيرات المتكررة من الصين. ودفعت الزيارة الصين لإجراء مناورات جوية وبحرية غير مسبوقة زادت من احتمال اندلاع نزاع.
وتفاقم الأمر أكثر، حينما أعقبت رحلة بيلوسي زيارة أخرى لوفد برلماني أمريكي وصل تايبيه، الأسبوع الماضي، بقيادة السيناتور الديمقراطي إيد ماركي، وضم أيضًا 4 أعضاء من مجلس النواب.
والتقى الوفد برئيسة تايوان تساي إنغ ون، الإثنين، وبحث الجانبان التعاون في مجال الأمن وسلاسل التوريد.
وتنظر الصين إلى زيارات المسؤولين الأمريكيين على أنها "استفزاز" لها و"تبعث بإشارات خاطئة للانفصاليين" في تايوان.
وبخلاف التدريبات العسكرية، ردت بكين على زيارة بيلوسي بتخفيض مستوى الحوار العسكري مع الولايات المتحدة وتعليق التعاون في مجال تغير المناخ إلى جانب إجراءات مضادة أخرى.
لكن تايوان أظهرت نوعًا من استعراض القوة، حينما عرضت الأربعاء مقاتلتها الأكثر تطورًا، وهي طائرة حربية أميركية الصنع من طراز "إف16-في" مزوّدة بصواريخ، وذلك خلال طلعة ليلية نادرة أعقبت مناورات عسكرية غير مسبوقة أجرتها الصين قبالة سواحل الجزيرة.
وتستند تايوان في صراعها مع الصين التي تعتبر الجزيرة تابعة لها، إلى الدعم الأميركي لها في مواجهة بكين، وبحسب دانييل كريتنبرينك، كبير الدبلوماسيين الأميركيين لشؤون شرق آسيا، فإن الولايات المتحدة كانت صريحة مع الصين في أن نهجها تجاه تايوان لم يتغير، بما في ذلك التزام واشنطن بسياسة "صين واحدة" وعدم دعم الاستقلال الرسمي لتايوان.