Skip to main content

تحشيدات عسكرية قرب العاصمة.. تخوف من تحول أزمة ليبيا إلى صراع مسلح

الجمعة 26 أغسطس 2022

يتواصل التوتر عند أطراف العاصمة الليبية طرابلس منذ أيام، عبر تحشيدات عسكرية لقوات موالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وأخرى لرئيس الحكومة المكلف فتحي باشاغا، وسط خشية من اندلاع معارك جديدة بين الطرفين في إطار الصراع على السلطة في البلاد.

وشهدت المناطق الجنوبية للعاصمة، مساء الخميس، انتشار وتوزيع قوات عسكرية تتبع لحكومة الدبيبة، تحسبًا لأي هجوم محتمل من قبل كتائب مسلحة تتبع لحكومة باشاغا.

وذكر مصدر عسكري تابع لحكومة الدبيبة، أن "هذا الانتشار جاء بناء على الاجتماع الذي تم خلال اليومين الماضيين وجمع رئيس الأركان محمد الحداد وعدد من الكتائب المسلحة بالمنطقة الغربية".

وأضاف المصدر ذاته لوكالة "الأناضول"، أن "الكتائب والتشكيلات المسلحة التي بدأت فعليًا في الانتشار في أغلب الأحياء الجنوبية للعاصمة هدفها هو حماية المدنيين".

وتشهد ليبيا أزمة سياسية تتمثل في صراع بين حكومتين، الأولى حكومة باشاغا التي كلّفها البرلمان، والثانية حكومة الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل برلمان جديد منتخب.

وتأتي هذه التحركات بعد يومين من توجيه باشاغا خطابًا إلى الدبيبة، طالبه فيه بتسليم السلطة، ليرد عليه الأخير في تغريدة دعاه فيها بالكفّ عن خطاب التهديد بإشعال الحرب.

وأمام ذلك، تصاعدت المخاوف من نشوب صراع بين حكومتي الدبيبة وباشاغا، في ظل التحشيد المسلح المستمر في طرابلس، حيث سبق ووقعت اشتباكات بين قوات موالية للحكومتين 16 مايو/ أيار الماضي، بعد دخول باشاغا للعاصمة آنذاك لبعض الوقت قبل الانسحاب منها.

المرحلة الأخيرة

وفي هذا الإطار، قال الكاتب السياسي إسلام الحاجي: إن التلاسن بين باشاغا والدبيبة الذي حمل تهديدات، يشير إلى أن باشاغا لديه القوة التي يستطيع بها دخول طرابلس، ويتضمن أيضًا رسالة للمجتمع الدولي وخصوصًا بعد تصريحات السفيرة البريطانية وتأيدها العلني لبقاء الدبيبة.

وأضاف الحاجي في حديث لـ "العربي" من طرابلس، أن باشاغا دخل المرحلة الأخيرة من نفاد الصبر،معتبرًا أنه وفي حال اندلعت الحرب فستكون قاسية، لكونها ستدور داخل المدن وفي الشوارع، وقد تكون أقسى الحروب التي مرت بها البلاد منذ عام 2014.

واستدرك قائلًا: "لا أتوقع أن تكون هناك حرب، لأن كل الأطراف ليس لها مصلحة فيها لأسباب سياسية واقتصادية".

ورأى الكاتب السياسي "أن باشاغا لن يبدأ الحرب بل هو ينتظر من يطلق أول رصاصة، لأن لا أحد يستطيع التهور في هذا الإطار".

ومضى يقول: "إن اندلاع الحرب لن يخدم جميع الأطراف الدولية سواء إيطاليا أو فرنسا، ولا سيما أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طرح الملف الليبي خلال زياته أخيرًا للجزائر".

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة