عدد قياسي.. بؤر الحرائق تتزايد في غابات الأمازون
كشفت أرقام رسمية أن عددًا قياسيًا من الحرائق سُجل في غابات الأمازون التي تعد رئة الأرض في البرازيل، في مؤشر جديد إلى الدمار الذي يلحق بأكبر غابة مطيرة في العالم.
ورصدت صور الأقمار الاصطناعية 3358 حريقًا الإثنين الماضي، وهو أكبر رقم يسجل في يوم واحد منذ سبتمبر/ أيلول 2007 أي قبل 15 عامًا.
وأكد مسؤول من المعهد الوطني لدراسات الفضاء الدولية، أن هذا الرقم أعلى بثلاث مرات من عدد الحرائق في 10 أغسطس/آب 2019 المعروف باسم "يوم النار"، عندما أطلق المزارعون البرازيليون عملية قطع وحرق واسعة في شمال شرق البلاد، امتدت إلى ساو باولو على بعد حوالي 2500 كيلومتر مما أدى إلى إدانة دولية.
وأوضح ألبرتو سيتزر رئيس برنامج مراقبة الحرائق في المعهد، أنه لا يوجد دليل على أن حرائق الإثنين الماضي، منسقة بل تبدو جزءًا من نمط عام لزيادة إزالة الغابات.
ويعزو الخبراء الحرائق في منطقة الأمازون إلى تصرفات المزارعين ومربي الماشية والمضاربين الذين يقومون بإفراغ الأراضي بشكل غير قانوني عبر إحراق الأشجار.
وبحسب سيتزر، فإن "المناطق التي تشتد فيها الحرائق تنتقل باتجاه الشمال" وفق مسار "قوس يتسع لانحسار الغابة".
شهر غير مسبوق
ويبدأ موسم الحرائق في منطقة الأمازون عادةً في أغسطس/ آب مع بداية الجفاف.
وهذه السنة، رصد المعهد منذ يوليو/ تموز الماضي 5373 حريقًا بزيادة 8% عن الشهر نفسه من 2021.
ومنذ بداية الشهر الحالي، سجّل 24124 حريقًا، ما يعني أنه سيكون أسوأ شهر منذ بداية رئاسة جايير بولسونارو، وإن كان بعيدًا عن الشهر نفسه من 2005 (رصد 63764 بؤرة حريق وهو عدد قياسي منذ 1998).
وواجه بولسونارو انتقادات بسبب دعمه تدمير الأمازون من أجل الزراعة.
ومنذ وصوله إلى السلطة في يناير/ كانون الثاني 2019 زاد معدل إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية بنسبة 75% مقارنة بالعقد السابق.
وكتب الرئيس اليميني المتطرف الخميس مخاطبًا الذين ينتقدون سياساته: "إذا كانوا يريدون غابة جميلة لهم كان ينبغي عليهم الحفاظ على غابات بلادهم"، مؤكدًا أن "الأمازون ملك للبرازيليين وستبقى كذلك".
والشهر الماضي، لوحظ ارتفاع معدّل إزالة الغابات بنسبة 20%، وبحسب الإحصائيات الحكومية ارتفع المعدّل السنوي لإزالة الغابات في الأمازون البرازيلية بنسبة 75% خلال عهد الرئيس جايير بولسونارو مقارنة بالعقد الماضي.
وفي هذا الإطار، يؤكد رئيس اتحاد الجمعيات البيئية، عمر الشوشان أنّ الأمازون هي رئة الكرة الأرضية، وهي من أهم الأنظمة البيئة على مستوى العالم، وهي تعد إسفنجة لامتصاص ثاني أوكسيد الكربون.
ويشير في حديث سابق لـ"العربي" من عمّان، إلى أن ما يجري في الأمازون هو نتيجة سياسات الحكومة البرازيلية، حيث أن الرئيس البرازيلي لا يكترث إطلاقًا بكل ما يتعلق بحماية البيئة، ويعتبر حماية البيئة "عائقًا اقتصاديًا".