Skip to main content

3 حالات خلال 24 ساعة في الأردن.. ما هي أسباب ارتفاع معدلات الانتحار؟

الأحد 28 أغسطس 2022

قد يرى المقبل على الانتحار أنه الطريق الوحيدة لانتهاء آلامه، لكنها الطريق الأكثر مأساوية، فالحياة بأشكالها كافة تستحق أن تعاش والمشاكل مهما كانت كبيرة مصيرها أن تنتهي.

فقد أقدمت منذ أيام قليلة الطبيبة الأردنية ميرونا عصفور على رمي نفسها من الطابق التاسع من مستشفى الجامعة الأردنية في العاصمة عمّان، منهية حياتها، ورافعة حالات الانتحار في الأردن إلى 3 حالات خلال 24 ساعة.

وأفاد مصدر مقرب من التحقيق بأن الطبيبة أعلنت نيتها الانتحار على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد قفزت من الطابق التاسع من السكن المخصص للأطباء المناوبين ليعثر على جثتها صباح اليوم التالي بجانب المبنى.

وكانت مدينة إربد شمال الأردن قد شهدت حالتي انتحار لشابين أقدم أحدهما على شنق نفسه بمنزل ذويه بينما وجد الآخر متوفيًا في مركبته بعدما حاول الانتحار مرتين بتناول مواد طبية.

وارتفعت حالات الانتحار في الأردن لتبلغ أرقامًا قياسية في السنوات القليلة الماضية، حيث سجلت 143 حالة في عام 2020، و593 محاولة انتحار العام الماضي بحسب ما صرح حينها مساعد مدير الأمن العام لأمن الأقاليم لموقع المملكة الأردني.

أسباب ارتفاع معدلات الانتحار

وفي هذا الإطار، أوضح الاستشاري في الطب النفسي والإدمان فلاح التميمي أن هناك عوامل متشابكة تؤدي إلى إقدام الفرد على الانتحار تبدأ بالأمور الشخصية ووجود أمراض نفسية ولا تنتهي بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية أو السياسية.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة الأردنية عمّان، أن بعض المنتحرين لديهم أمراض نفسية متعددة، خصوصًا الاكتئاب، ويشيرون إلى نيتهم الإقدام على الانتحار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

وشرح التميمي أن وراء الانتحار أسبابًا بيئية محضة، عن طريق تفاعل الفرد مع ضغوط الحياة سواء كان مريضًا أو غير ذلك، مشيرًا إلى أن الانتحار عملية معقدة يصل فيها الإنسان إلى اليأس حتى أنه لا ينظر بطريقة إيجابية نحو مفاهيم الحياة السعيدة.

وتابع أن الاكتئاب هو السبب الرئيس لحالات الانتحار بالإضافة إلى أمراض وسلوكيات أخرى، كالذهان، والانفصام، وتعاطي المخدرات، والاضطرابات الشخصية، بالإضافة إلى بعض حالات القلق.

ولفت التميمي إلى أن الشخص الذي ينوي الانتحار عادة ما يعطي إشارات على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن ما يحدث أن الآخرين يقومون بالاستهزاء والتهكم عليه، مما يؤدي إلى انعدام فهمه لخطورة الإقدام على هذه الخطوة.

وشدد على وجوب أن تتابع الأسرة سلوكيات أفرادها، من خلال ملاحظة أي تغيرات قد تصاحب أحد أبنائها الذي ينوي الانتحار من خلال النوم لفترات طويلة أو عدم النوم، أو التحدث عن الآخرة كثيرًا، وعن الأفكار السلبية، أو انقطاعه عن الطعام والدراسة والعمل، وتراجع صحته العامة.

ونبه التميمي من أن تغير نهج بعض الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، تعني أنها صرخة للمطالبة بالمساعدة، مشددًا على ضرورة الاتصال بهذا الشخص والاطمئنان عليه في حال ملاحظة أي تغير قد يطرأ على كتاباته.

المصادر:
العربي
شارك القصة