وجد الباحثون صلة بين تعلم آلة موسيقية في سن الطفولة وتحسين مهارات التفكير في فترة الشيخوخة.
فبحسب صحيفة "الغارديان"، قالت ورقة بحثية من جامعة إدنبرة إن الأشخاص الذين لديهم خبرة أكبر في العزف على آلة موسيقية أظهروا تحسنًا أكبر مدى الحياة في اختبار القدرة المعرفية من أولئك الذين لديهم خبرة أقل أو ليس لديهم خبرة على الإطلاق.
لكن البروفيسور الفخري إيان ديري، المدير السابق لمركز الشيخوخة المعرفية وعلم الأوبئة المعرفي في الجامعة، قال: "علينا أن نؤكد أن العلاقة التي وجدناها بين العزف على الآلات والتحسين المعرفي مدى الحياة كانت صغيرة، وأننا لا نستطيع إثبات ذلك".
وأضاف: "مع ذلك، نظرًا لأننا نحن وآخرون نبحث عن العديد من التأثيرات الصغيرة التي قد تساهم في شيخوخة أدمغة بعض الأشخاص بشكل صحي أكثر من غيرهم، فإن هذه النتائج تستحق المتابعة".
فوائد معرفية للموسيقى
وشارك في الدراسة 366 شخصًا، وأبلغ 117 مشاركًا منهم عن بعض الخبرة في العزف على آلة موسيقية، اكتسبها معظمهم أثناء الطفولة والمراهقة.
وكانت الآلة الموسيقية الأكثر شيوعًا هي البيانو، ولكن المشاركين عزفوا على العديد من الآلات الأخرى، مثل الأكورديون ومزمار القربة والغيتار والكمان.
وتم اختبار الأفراد على عدد من الوظائف الجسدية والعقلية مع تقدمهم في السن، بما في ذلك إعادة اختبار القدرة المعرفية المعيارية التي اكتسبها كل منهم عندما كان يبلغ من العمر 11 عامًا، والذي تضمن أسئلة تتطلب التفكير الكلامي والوعي المكاني والتحليل العددي.
وفي الدراسة، استخدم الفريق نماذج إحصائية للبحث عن ما يربط بين تجربة الشخص في العزف على آلة موسيقية والتغيرات في مهارات التفكير لديه بين سن 11 و70 عامًا.
وقالت الجامعة إن النتائج قدمت أدلة جديدة على أن العزف على آلة موسيقية يرتبط بفوائد معرفية صغيرة، ولكن يمكن اكتشافها على مدى العمر.
شيخوخة معرفية صحية
ونقلت صحيفة "الغارديان" عن كاتي أوفري، كبيرة المحاضرين في كلية ريد للموسيقى بجامعة إدنبرة قولها: "الموسيقى لديها الكثير لتقدمه كنشاط اجتماعي ممتع. من المثير أن نجد أن تعلم العزف على آلة موسيقية قد يساهم أيضًا في شيخوخة معرفية صحية".
وتضاف هذه الدراسة إلى أخرى أجرتها جامعة تسوكوبا في اليابان أظهرت أن الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يعزز أداء الدماغ. ووجدت نتائج تلك الدراسة أن الأغاني ذات إيقاع الأخدود عززت المهارات العقلية للمستمع، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
كذلك أكدت دراسة صدرت مؤخرًا في المجال المتخصص بمرضى الزهايمر (ALZ-Magazine)، أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين الموسيقى والمرض. وبحسب دراسة أعدها باحثون في جامعة تورنتو، اتضح أن الاستماع للموسيقى المفضلة عند الأشخاص على نحو متكرر؛ يساعد على تحفيز المسارات العصبية في الدماغ ما يسهم في مستويات عالية من الأداء.
وكان الطبيب المتخصص في أمراض الدماغ والأعصاب رامي الأتات قد أوضح في حديث سابق إلى "العربي"، أنه في غياب علاج فعلي لمرض الزهايمر واقتصار المتواجد منه على تخفيف تصاعد الأعراض، يسعى الباحثون إلى إيجاد طرق جديدة للدواء "المكلف"، مشيرًا إلى أنّ هناك دراسات تبحث عن تأثير الموسيقى على مرض ألزهايمر.