سيتقدم عدد من المحامين في لبنان الإثنين المقبل بدعوى قضائية على خلفية "اختطاف" خمسة شبان سوريين من أمام السفارة التابعة للنظام السوري في بيروت، وفق مصادر خاصة لـ"العربي".
ولم يُعرَف بعد مصير المختطفين الخمسة، وما إذا كانوا في لبنان أو تمّ نقلهم إلى سوريا، في حين أكّدت مصادر حقوقية أنّ الأجهزة الأمنية اللبنانية تتابع الموضوع، لكنّها لم تكشف عن أيّ تفاصيل.
وتأتي الحادثة بعد تعرّض ناشط وقياديّ سابق في المعارضة السورية للخطف، بعد خروجه من سفارة النظام السوري بحسب ما أعلن محاميه في لبنان.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان 1.5 مليون تقريبًا، نحو 900 ألف منهم مسجلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويعاني معظمهم أوضاعًا معيشية صعبة.
"انتهاك خطير لسيادة الدولة"
وقال "الحزب التقدمي الاشتراكي" في لبنان، السبت: إن "5 شبان سوريين اختفوا عند ذهابهم إلى السفارة الأسبوع الماضي". وأضاف الحزب، في بيان نشرته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أن "الواقعة تبعث القلق على مدى التزام المؤسسات الرسمية اللبنانية بالقرارات التي توجب حماية الفارين من القتل والدمار، وتطرح الأسئلة حول مصير مختلف المعارضين السوريين الذين دخلوا لبنان بطرق مختلفة هربًا من الاعتقال والتعذيب".
وسأل الحزب، "وزارة الخارجية اللبنانية عما ستقوم به حيال هذا الانتهاك الخطير لسيادة الدولة اللبنانية على أراضيها".
ووضع هذه الحادثة "برسم (مسؤولية) المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية، وبرسم الأمن العام اللبناني المؤتمن على تنفيذ القرارات الرسمية القاضية بعدم الترحيل بطريقة إكراهية، وبرسم الدولة اللبنانية أو ما تبقى منها، وهي مطالبة بمنع هكذا انتهاكات إنسانية مهما كانت الظروف".
ولم يذكر الحزب مصدر معلوماته بهذا الخصوص، فيما لم يصدر تعقيب بشأنها من قبل السلطات اللبنانية. بدورها نفت السفارة التابعة للنظام السوري في بيروت، في بيان، خبر اختفاء ناشطين سوريين داخلها.
من يتحرّك "تحت جنح الظلام"؟
ويوضح مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي صالح حديفة أنّ النظام السوري لطالما مارس أشكال التعذيب والإرهاب والخطف والإيذاء وغيرها.
ويشدّد حديفة، في حديث إلى "العربي"، من بيروت، على أنّه "لا يمكن السماح بحدوث مثل هذه الأمور في لبنان".
ويشير إلى أن البعض يستغل الأزمات التي يعيشها البلد كي يتحرك "تحت جنح الظلام أو تحت جنح الأزمات أن يذهب ليمارس مثل هذه الانتهاكات بحق المعارضين السوريين، "لكنّ هذا الأمر لن يمرّ مرور الكرام".
ويضيف حديفة: "إذا ثبت أنّ هناك تورطًا للنظام السوري فهذا انتهاك للسيادة اللبنانية، وعلى الخارجية اللبنانية القيام بواجبها حيال هذا الأمر".
ويلفت حديفة إلى أنّ الأجهزة الرسمية اللبنانية هي المعنيّة بالتحقيق لكشف مصير الشبّان، محذّرًا من أنّ مثل هذه الانتهاكات تزيد التعقيدات على المشهد اللبناني المأزوم أساسًا.