الثلاثاء 5 نوفمبر / November 2024

القمة الثلاثية في مصر.. هل تنجح في إحياء جهود التفاوض مع إسرائيل؟

القمة الثلاثية في مصر.. هل تنجح في إحياء جهود التفاوض مع إسرائيل؟

شارك القصة

ترغب القاهرة وعمّان في استثمار لحظة الدعم الأميركي لإحياء التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولا تريد ضياع الجهود المبذولة منذ الأشهر التي تلت حرب غزة الأخيرة.

بُحث في القاهرة عن طريق لدولة الفلسطينيين المنشودة في قمة جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث يطمح هؤلاء القادة لفتح مسار جديد لتسوية القضية الفلسطينية المعطلة لعقود.

فالقاهرة كما عمان لا تريد الآن ضياع جهد الوساطة المبذول منذ الأشهر التي تلت حرب غزة الأخيرة، بل ترغب القاهرة كما عمان أيضًا في استثمار لحظة الدعم الأميركي لإحياء التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

إلى ذلك، قد يلتقي الرئيس المصري رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في القاهرة بعد أيام للتهيئة لطاولة مفوضات محتملة، فيما تبدو السلطة في رام الله غير ممانعة في الجلوس إليها، بينما تبدو الحكومة في تل أبيب حذرة حيالها.

وستعني هذه المفاوضات للسلطة الفلسطينية إحياء لوظيفتها، وستعني للائتلاف الحاكم في إسرائيل احتمال الانهيار الوشيك، لكن الإشارات القادمة من واشنطن خاصة من لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن ونفتالي بينيت توحي بأن للرجلين شواغل أخرى، إذ لا يستعجل بايدن إلى المفاوضات ولا حل الدولتين، لكنه يحث رئيس الحكومة الإسرائيلية على تسهيل حياة الفلسطينيين.

أهمية تنسيق المواقف

وعن جدوى القمة الثلاثية ومخرجاتها، يوضح العضو في مجلس شورى حركة فتح تيسير نصر الله، أن "القمة جاءت تتويجًا للقاءات فلسطينية داخلية، ولقاءات فلسطينية عربية ونتيجة للجهد الذي يقوم به الرئيس عباس".

ويشير في حديث لـ "العربي" من نابلس إلى أن هذه القمة من شأنها أن تعيد البوصلة إلى واجهتها الحقيقية وتسليط الضوء على الصراع الفلسطيني العربي الإسرائيلي، وإيجاد حل ومسار سياسي لهذا الصراع بعيدًا عن حقوق الإنسانية والاجتماعية.

ويضيف نصر الله أن تنسيق مواقف الرؤساء الثلاثة من شأنه أن يجيب على أسئلة كثيرة ستطرح في جلسة الأمم المتحدة، والتي تأتي قبل قمة الدول العربية في الجزائر.

ويلفت إلى أنه حتى الآن لا توجد مؤشرات واضحة من قبل الإدارة الأميركية الجديدة بأن لديها رؤية لإنهاء هذا الصراع والبدء بمسار سياسي.

ويؤكد نصر الله أن السلطة تريد أن يكون هناك مسار سياسي جديد، ولا تريد أن تدخل في مفاوضات عبثية لعشرات السنين، مضيفًا أن السلطة تريد من واشنطن بأن تنهض بالمستوى السياسي وبشكل يشير نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية.

قلق حقيقي

ويعتقد مسؤول العلاقات الخارجية في حركة حماس أسامة حمدان أن هذه القمة هي محاولة استدراك ما لا يمكن استدراكه، لافتًا إلى أن هناك محاولة لإعادة الأمور إلى مسار التسوية الذي انتهى بالنسبة لواشنطن وإسرائيل.

ويقول في حديث لـ "العربي" من بيروت: إنه "كان من الأجدى بالرئيس الفلسطيني ترتيب البيت الداخلي، ويرتكز إلى هذه القوة في محاولة لفرض الشروط الفلسطينية".

ويرى حمدان أن لقاء القاهرة هو محاولة للقول بأنه ينبغي للإدارة الأميركية أن تتحرك باتجاه مسار سياسي، مستبعدًا أن تقوم واشنطن بأي خطوة حيال ذلك.

ويشير إلى أن المسار السياسي لم يفض لأي نتيجة على مدى 3 عقود، مشددًا على ضرورة إعادة تقييم المشهد لأن  إسرائيل ستُمنح امتيازات في ظل التطورات السياسية في العالم وفي ظل الترتيبات الأميركية القادمة، ما يعني ألا أفق سياسيًا.

ويشدد القيادي في حماس على أهمية استعادة البرنامج الوطني الفلسطيني والدفاع عن الذات ومواجهة الاحتلال بكل أشكال المقاومة وإرغام الاحتلال على التراجع.

ويلفت حمدان إلى أن البيان الذي صدر عن القمة في مصر يعبر عن قلق حقيقي من 3 مسائل لا سيما عدم وجود عملية سياسية وتراجع أميركي إسرائيلي عن أي عملية سياسية ما يعني الذهاب بالقضية الفلسطينية في مهب الريح.

ويؤكد أن هناك فرصًا يجب أن يبنى عليها خاصة وأن الفلسطينيين خاضوا معركة "سيف القدس" التي وحدت الفلسطينيين من البحر إلى النهر، بالإضافة إلى أن هناك موقفًا إسرائيليًا يسقط عملية التسوية، داعيًا لاستعادة المشروع الوطني الفلسطيني (التحرير والعودة).

السلام الاقتصادي

من جانبه، يقول رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس أحمد رفيق عوض إن القمة العربية ربما تستعد لطور جديد من أطوار التفاوض مع إسرائيل.

ويرى عوض من رام الله أن القمة تأتي ردًا على الرؤية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تعترف بتسوية مع الفلسطينيين.

ويضيف أن هذه القمة تشكل توزانًا حقيقيًا لما يسمى بالسلام الاقتصادي، أو لتكون دافعًا للتلكؤ الأميركي لا سيما أن واشنطن لا تضغط إطلاقًا على الحكومة الإسرائيلية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close