الجمعة 20 Sep / September 2024

بحر اليابان "صندوق رسائل".. سول وواشنطن تردان على "اختبار" بيونغيانغ

بحر اليابان "صندوق رسائل".. سول وواشنطن تردان على "اختبار" بيونغيانغ

شارك القصة

نافذة إخبارية حول التجربة الصاروخية الجديدة التي أجرتها كوريا الشمالية وما أحدثته من تنديد دولي (الصورة: غيتي)
لفت الجيش الكوري الجنوبي إلى أنّ صاروخًا أطلقته وحداته سقط بُعيد وقت قصير من إطلاقه وتحطّم، من دون أن يتسبّب فشله هذا في وقوع إصابات.

لم تتأخر الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بالرد على الصاروخ البالستي الذي أطلقته كوريا الشمالية وحلق فوق اليابان، حيث أطلق جيشا الدولتين الشريكتين أمس أربعة صواريخ أرض-أرض بالستية قصيرة المدى على أهداف وهمية في البحر.

وقالت هيئة الأركان الكورية الجنوبية في بيان إنّ كلًا من الجيشين الكوري الجنوبي والأميركي أطلق صاروخين من طراز "أتاكامس" على أهداف وهمية في بحر الشرق، المعروف أيضًا باسم بحر اليابان.

وفيما أوضحت أنّ إطلاق هذه الصواريخ البالستية القصيرة المدى جرى "لإصابة هدف وهمي بدقّة"، أشارت إلى أنّ هذه التدريبات "أظهرت أنّنا قادرون ومستعدّون للقضاء على مصدر الاستفزاز مع الحفاظ على وضعية مراقبة متواصلة".

وكان الرئيس الكوري الجنوبي يون سوكيول قد تعهد أمس برد فعل حازم على إطلاق الجارة الشمالية صاروخًا بالستيًا ، دفع اليابان لإطلاق أجهزة الإنذار فوق منطقتين من أراضيها، في سابقة منذ خمس سنوات.

وفي بيانه لفت الجيش الكوري الجنوبي إلى أنّ صاروخًا أطلقته وحداته سقط بُعيد وقت قصير من إطلاقه وتحطّم، من دون أن يتسبّب فشله هذا في وقوع إصابات.

وصباح الثلاثاء سقط الصاروخ الكوري الشمالي في المحيط الهادئ بعد عبوره الأجواء اليابانية، في حدث غير مسبوق منذ 2017 دفع طوكيو إلى الطلب من سكان بعض المناطق الاحتماء. وكانت التجربة التي قامت بها بيونغيانغ أمس، واحدة من سلسلة تجارب غير مسبوقة من حيث الوتيرة أجرتها هذا العام.

وبلغت هذه التجارب ذروتها الأسبوع الماضي حين أطلق الجيش الكوري الشمالي أربعة صواريخ بالستية قصيرة المدى.

واشنطن تنتقد "استفزازات الشمال"

وفي واشنطن، قال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" إنّ التدريبات تهدف إلى "التأكّد من أنّ قدراتنا العسكرية على أهبّة الاستعداد للردّ على استفزازات الشمال إذا تطلّب الأمر ذلك".

وأضاف: "لا ينبغي أن يصل الأمر إلى ذلك الحدّ. لقد أوضحنا لكيم جونغ-أون أنّنا على استعداد للجلوس إلى طاولة المفاوضات من دون شروط مسبقة. نريد أن نرى شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية".

وأعرب كيربي عن أسفه لأنّ الزعيم الكوري الشمالي "لم يظهر ميلاً للتحرّك في هذا الاتّجاه - وبصراحة تامّة إنه يتحرّك في الاتّجاه المعاكس من خلال الاستمرار في إجراء هذه التجارب الصاروخية التي تشكّل انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن الدولي".

وكان الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك-يول ندّد بإطلاق كوريا الشمالية صاروخًا بالستيًا متوسط المدى الثلاثاء، وتعهّد "ردًّا حازمًا" على هذا "الاستفزاز"، وفق تعبيره.

وتعود آخر مرة حلّق فيها صاروخ كوري شمالي فوق اليابان إلى 2017 في ذروة مرحلة "النار والغضب" التي تقاذف خلالها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون مع الرئيس الأميركي في حينه دونالد ترمب شتائم من العيار الثقيل.

وندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالتجربة الصاروخية الكورية الشمالية، معتبرًا إياها "تصعيدًا واضحًا"، في حين أدانها "بأشدّ العبارات" كلّ من الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.

نووي في بيونغيانغ

وكثّفت بيونغيانغ برامج أسلحتها المحظورة في ظلّ تعثّر المفاوضات مع الولايات المتّحدة، فأجرت عددًا قياسيًا من التجارب العسكرية هذه السنة وأقرّت قانونًا جديدًا يجيز لها تنفيذ ضربات نووية وقائية بما في ذلك ردًّا على هجمات بأسلحة تقليدية، في خطوة جعلت من قوتها النووية أمرًا "لا رجعة فيه".

وأجرت سول وطوكيو وواشنطن في 30 سبتمبر/ أيلول تدريبات ثلاثية ضدّ غوّاصات، في سابقة من نوعها منذ خمس سنوات. وأتت هذه التدريبات بعيد أيام من مناورات واسعة النطاق أجرتها القوات البحرية الأميركية والكورية الجنوبية قبالة شبه الجزيرة.

وكوريا الشمالية التي تخضع لعقوبات أممية بسبب برامج أسلحتها المحظورة، تحاول في العادة إجراء تجاربها العسكرية في توقيت يزيد من وطأتها الجيوسياسية. ففي الفترة الأخيرة، حذّر مسؤولون أميركيون وكوريون جنوبيون من أنّ الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون يعدّ لإجراء تجربة نووية جديدة.

وأفادت أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية أنّ هذه التجربة النووية قد تجري خلال الفترة الواقعة ما بين مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني في 16 أكتوبر/ تشرين الأول وانتخابات منتصف الولاية الرئاسية في الولايات المتّحدة في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني.

ويزداد القلق من امتلاك كوريا الشمالية للسلاح النووي كونها وخلافًا لقوى نووية أخرى لا تعتبر أن هذه الأسلحة تشكل قوة ردع فقط وينبغي عدم استخدامها بتاتًا.

وأجرت بوينغ يانغ ستّ تجارب نووية منذ 2006، كانت آخرها وهي الأقوى في 2017.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close