الإفراج عن 17 أسيرًا أرمنيًا.. فرنسا تطالب بتحقيق "محايد" حول عمليات إعدام
أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أنّ أذربيجان أفرجت الثلاثاء عن 17 أسير حرب من جنوده بعد وساطة أميركية، وذلك في أعقاب إعادة إطلاق محادثات السلام بين البلدين برعاية واشنطن.
وتسلّط هذه الخطوة الضوء على المشاركة الغربية المتزايدة في منطقة القوقاز المضطربة، حيث من الواضح أنّ روسيا المنشغلة بحربها في أوكرانيا بدأت تفقد نفوذها في هذه المنطقة بعد عقود من الهيمنة.
والشهر الماضي قتل 286 شخصًا من الطرفين، قبل التوصل إلى هدنة توسطت بها الولايات المتحدةـ ووضعت حدًا لأسوأ مواجهة منذ حرب عام 2020.
وخاضت باكو ويريفان حربين، في عام 2020، وفي التسعينيات، للسيطرة على جيب ناغورني قرة باغ المتنازع عليه، وهي منطقة يقطنها أرمن في أذربيجان.
وكتب باشينيان على تويتر: "أثمن بشدة جهود الولايات المتحدة في المساعدة بإعادة أسرى الحرب السبعة عشر". وأعرب عن أمله في تحقيق مزيد من "التقدم في حل القضايا الإنسانية وإحلال السلام في المنطقة" بوساطة دولية.
محادثة بـ"مبادرة من الجانب الأميركي"
وفي وقت لاحق من مساء الثلاثاء، قالت وزارة الخارجية الأرمينية إنّ وزير الخارجية آرارات ميرزويان ونظيريه الأذربيجاني جيهون بايراموف والأميركي أنتوني بلينكن أجروا محادثة هاتفية مشتركة "بمبادرة من الجانب الأميركي".
وأضافت الوزارة أن "الأطراف تبادلوا الآراء بشأن الاجتماع الذي عقد في 2 أكتوبر/ تشرين الأول في جنيف"، حيث بدأ الوزيران الأرميني والأذربيجاني صياغة معاهدة سلام مستقبلية.
وتأتي هذه المحادثات عقب لقاء بين الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في 31 أغسطس/ آب في بروكسل، بوساطة الاتحاد الأوروبي.
وسبق لوزيري خارجية البلدين المتحاربين أن التقيا في 20 سبتمبر/ أيلول في نيويورك بوساطة من بلينكن.
وحصدت حرب 2020 التي استمرت عشرة أسابيع أرواح أكثر من 6,500 جندي من الطرفين وانتهت بوقف لإطلاق نار توسّطت بشأنه روسيا، في حين خسرت أرمينيا أجزاء من أراض سيطرت عليها طوال عقود، فيما نشرت موسكو نحو ألفي جندي روسي للسهر على احترام هذه الهدنة الهشة.
وبينما تزداد عزلة موسكو على الساحة الدولية منذ هجومها على أوكرانيا في أواخر فبراير/ شباط، يؤدي كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دورًا رئيسًا كوسيطين في عملية التطبيع بين باكو ويريفان.
وأعلن الانفصاليون الأرمن في ناغورني كاراباخ الاستقلال عن أذربيجان في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، وأودى النزاع الذي أعقب ذلك بنحو 30 ألف شخص.
"تحقيق محايد ومستقل"
في غضون ذلك، دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الثلاثاء إلى فتح "تحقيق محايد ومستقل" بعد بث مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه ما يبدو أنه إعدام أسرى حرب أرمن على أيدي جنود أذربيجانيين.
وخلال جلسة لمساءلة الحكومة في الجمعية الوطنية قالت كولونا: "إعدام أسرى حرب يشكل جريمة حرب. لا يمكن أن يكون هناك إفلات من العقاب".
وأضافت أنّ "فرنسا متضامنة مع الشعب الأرمني وقد دعت إلى فتح تحقيق محايد ومستقلّ" في هذه المزاعم.
ويُظهِر الفيديو الذي تم في الأيام الأخيرة تناقله على نطاق واسع على الإنترنت، ما لا يقل عن سبعة رجال يرتدون ملابس عسكرية، قُدموا على أنهم أسرى حرب أرمن، يتم إعدامهم بالرصاص على أيدي مقاتلين بكامل عتادهم العسكري، قُدموا على أنهم عسكريون أذربيجانيون.
وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في تغريدة على تويتر الأحد: إنه "يتعين على المجتمع الدولي إدانة جرائم الحرب هذه واتخاذ إجراءات لوقف العدوان الأذربيجاني".
وفي تصريحها أمام النواب الثلاثاء شددت كولونا على أنّ "التوغلات المسلحة الأذربيجانية الأخيرة خطيرة للغاية"، مشيرة إلى أن جولة العنف الجديدة هذه "كشفت أيضًا عن عدم قدرة روسيا على لعب دور الحكم" في هذا الصراع بين البلدين القوقازيين.
وفي حديث سابق مع "العربي"، اعتبر الكاتب الصحافي سركيس أريان أن المحاولات الأذربيجانية مرفوضة جملة وتفصيلاً، لأنها جاءت في وقت حرج جدًا، بعد أن اتفقت أذربيجان وأرمينيا على أن يكون هناك مباحثات سلام بينهما بعد انتهاء الحرب عام 2020.
ورأى أن باكو تستغل الوضع الروسي في أوكرانيا، وتريد ليس فقط أن تأتي برسائل بل تريد التقدم على أرض الميدان، مشيرًا إلى أن أذربيجان هي مَن بدأت بالعملية والقصف على أرمينيا.