في إنجاز عدّته "لحظة حاسمة" في الدفاع عن الكوكب، أعلنت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أنها نجحت في تحويل مسار كويكب، في اختبار تاريخي للقدرة البشرية على منع جرم سماوي من تدمير الحياة على الأرض.
وأفاد رئيس الوكالة بيل نيلسون بأن مركبة "اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج" (دارت) وهي بحجم ثلاجة، اصطدمت عمدًا بالكويكب ديموروفوس في 26 سبتمبر/ أيلول، ودفعته نحو مدار أصغر وأسرع حول كويكب آخر أكبر حجمًا يسمى ديديموس.
الاصطدام المتعمد
وكانت "دارت" قد أُطلقت بواسطة صاروخ تابع لشركة "سبيس إكس" في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ونفذت معظم المهمة تحت إشراف مديري الرحلات في وكالة "ناسا"، قبل تسليم التحكم في المركبة إلى نظام ملاحة مستقل على متنها في الساعات الأخيرة من الرحلة.
وارتطمت المركبة المصممة على شكل مكعب، ولا يزيد حجمها على حجم آلة بيع، والمزودة بمصفوفتين مستطيلتين من الألواح الشمسية، بالكويكب ديموروفوس، الذي يعادل تقريبًا حجم ملعب كرة قدم، على بعد 11 مليون كيلومتر من الأرض.
ونشرت "ناسا" تسجيلًا مصورًا للحظة الاصطدام المتعمد للمركبة الفضائية بالكويكب لتحويل مساره. كما بثت صورًا مذهلة للجرم الفلكي ظهرت فيها كل تفاصيل دميوروفوس؛ بما فيها سطحه الرمادي والحصى الصغيرة التي تغطيه.
"لحظة حاسمة للبشرية"
إلى ذلك، قال نيلسون إن اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج "قلّص الفترة المدارية من 11 ساعة و55 دقيقة إلى 11 ساعة و23 دقيقة".
وأكد أن "هذه لحظة حاسمة في الدفاع عن كوكب الأرض ولحظة حاسمة للبشرية"، مشددًا على أن "ناسا" أثبتت "أننا جديون في دفاعنا عن الأرض".
ولا يشكل كويكب "ديموروفوس"، البالغ قطره حوالي 160 مترًا، أيّ خطر على الأرض.
وإذا كان هدفها متواضعًا مقارنة بسيناريوهات عدد من أفلام الخيال العلمي مثل "أرماغيدن"، إلا أن هذه المهمة الاختبارية غير المسبوقة تدشن عصر التدرّب على طريقة دفاع البشرية عن نفسها، إذا هدّد الحياة على الأرض كويكب في المستقبل.
