Skip to main content

بوتين يحذر من "كارثة عالمية".. مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا

السبت 15 أكتوبر 2022

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية والبنتاغون أن واشنطن سترسل مساعدة عسكرية إضافية بقيمة 725 مليون دولار إلى أوكرانيا، في وقت حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من "كارثة عالمية" في حالة حدوث أي احتكاك.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان إن المساعدة تأتي "في أعقاب الهجمات الصاروخية الروسية الوحشية على المدنيين في جميع أنحاء أوكرانيا" و"الأدلة المتزايدة على الفظائع التي ترتكبها القوات الروسية"، على حدّ وصفه.

من جهته، أوضح البنتاغون أن هذه الحزمة الأحدث من المساعدات تتضمن المزيد من الذخائر لمنظومة راجمات الصواريخ "هيمارس".

وتشمل الحزمة أيضًا أسلحة مضادة للدبابات وصواريخ "هارم" المضادة للإشعاعات والرادارات ومركبات عسكرية ومعدات طبية، وفق البنتاغون.

وترفع هذه المساعدة قيمة إجمالي المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا إلى 18,3 مليار دولار منذ تسلم إدارة الرئيس جو بايدن السلطة.

مساعدات سعودية "إنسانية" لأوكرانيا

في غضون ذلك، أعلنت السعودية السبت تقديم حزمة مساعدات إنسانية لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية التي أضافت أن ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان أجرى اتصالًا هاتفيًا بالرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وأكد ولي العهد السعودي خلال المكالمة "موقف المملكة الداعم لكل ما يسهم في خفض حدة التصعيد، واستعداد المملكة للاستمرار في جهود الوساطة"، بحسب الوكالة.

ولعبت السعودية الشهر الماضي دورًا في تسهيل تبادل أسرى حرب بين موسكو وكييف. ومع ذلك فإن الحرب في أوكرانيا أعادت "إشكالية" العلاقة بين واشنطن والرياض، بعد أن قاومت الأخيرة ضغوطا لزيادة إنتاج النفط بهدف التخفيف من أزمة الطاقة الناتجة عن النزاع الدامي.

وتعرضت السعودية لانتقادات من واشنطن بعد أن وافقت منظمة "أوبك" التي تقودها المملكة على خفض كبير للإنتاج مع روسيا وحلفاء آخرين، ما قد يؤدي إلى ارتفاع في أسعار الطاقة.

واتهمت واشنطن "أوبك بلاس" بالانحياز لموسكو، والأربعاء هدد الرئيس الأميركي جو بايدن بأن السعودية ستواجه "عواقب" بسبب هذا القرار. لكنّ الرياض شدّدت على أنّ أبعاد القرار كانت "اقتصادية بحت".

مواقف بوتين والكارثة العالمية

يأتي كل ذلك فيما حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من "كارثة عالمية" إذا حدث أي احتكاك مباشر بين قوّاته مع جيوش حلف شمال الأطلسي "الناتو".

كما قال بوتين أنه لا يرى أي أهمية للقاء نظيره الأميركي جو بايدن، لكنه أوضح خلال مؤتمر صحافي أنه منفتح على الحوار مع أوكرانيا "لكنها ترفض"، وعبر أيضًا عن استعداده للتفاوض مع أي عضو في قمة مجموعة العشرين التي ستعقد الشهر المقبل في إندونيسيا. 

في هذا الإطار صرح من موسكو أندريه فيديروف نائب وزير الخارجية الروسي السابق لـ"العربي"، أن بوتين يريد من خلال تصريحاته الأخيرة استخدام الوضع الحالي لزيادة الضغط على أوكرانيا ودفعها إلى طاولة المفاوضات طبقًا للشروط الروسية. 

في المقابل، يرى النائب في البرلمان الأوكراني أليكسي غونشارينكو أن كييف مستعدة للتفاوض في أية لحظة، ولكن تحت عنوان "كيف ستغادر روسيا بلادنا"، وليس التفاوض حول أي أمر آخر لا سيما وإن كان يتعلق بالتخلي عن أراضٍ أوكرانية.

"ضعف وقلق" 

ويردف غونشارينكو في حديث مع "العربي" أن حديث بوتين أيضًا عن عدم رغبته في استهداف كييف أو القيام بهجمات كبيرة على أوكرانيا والتفاوض في أقرب وقت ممكن، يدل على أن الأخير يشعر بضعف ويعاني من القلق، ولا سيما أن قواته تفقد يوميًا المزيد من المناطق ميدانيًا ولذلك يريد إنهاء هذه الحرب بينما لا يزال يحتفظ ببعض المكاسب.

ويتابع النائب من كييف، أن بلاده المسالمة تاريخيًا والتي تخلت طوعًا عن الأسلحة النووية عام 1994 بالطبع تريد السلام، "ولكن روسيا هي من بدأت هذا العدوان ونحن لدينا كرامة ولن نسمح بالتنازل عن أراضينا بهذه السهولة بينما ترتكب المذابح فيها".

هل رغبة بوتين في التفاوض جدية؟

ويلحظ النائب في البرلمان الأوكراني أن "روسيا تغامر في هذه الحرب وتعتبرنا إحدى مستعمراتها وهذا أمر لن نقبل به على الإطلاق، وسنواصل الدفاع عن أراضينا وتحريرها كافة والحل الوحيد أمام موسكو هو الانسحاب".

في الوقت عينه، يستبعد غونشارينكو أن تكون "رغبة بوتين حقيقية" في التفاوض، إذ إن الطريق نحو السلام لا تمر بالقيام باستفتاء لضم أراضٍ أوكرانية، كما يلفت إلى الحرب على أوكرانيا بدأت منذ 8 سنوات لكن الرئيس الروسي اليوم أصبح مدركًا أنه سيخسرها.

فجلّ ما يطمح له بوتين هو "إعادة رصيده قبل مواصلة عدوانه وهذا ما لن تسمح أوكرانيا له باستغلاله"، على حد تعبير النائب الأوكراني.

المصادر:
العربي
شارك القصة