بدأت النقابات العمالية في فرنسا إضرابًا عامًا اليوم الثلاثاء، للمطالبة بزيادة الرواتب وسط التضخم الأعلى منذ عقود، ليواجه الرئيس إيمانويل ماكرون أحد أصعب التحديات منذ انتخابه لفترة ثانية في مايو/ أيار.
ويأتي الإضراب الذي سيشمل في المقام الأول القطاعات العامة مثل المدارس والنقل، امتدادًا لإضراب مستمر لأسابيع عطل مصافي التكرير الرئيسية في فرنسا وعرقل الإمدادات لمحطات الوقود.
ويأمل زعماء النقابات العمالية أن يتحرك الموظفون بسبب قرار الحكومة إجبار بعضهم على العودة إلى العمل في مستودعات البنزين لمحاولة إعادة تدفقات الوقود، وهي خطوة يقول البعض إنها تعرض الحق في الإضراب للخطر.
بدورها، دعت الكونفدرالية العامة للشغل بشكل خاص إلى إضراب مستمر للأسبوع الرابع في منشآت لشركة "توتال إنرجيز"، رغم توصل شركة النفط لاتفاق مع نقابات عمالية أخرى يوم الجمعة يشمل زيادة 7% في الرواتب ومكافأة،
وتطالب الكونفدرالية العامة للشغل بزيادة الأجور بنسبة 10%، مشيرة إلى التضخم والأرباح الضخمة للشركة.
وقالت شركة يوروستار إنها ألغت بعض خدمات القطارات بين لندن وباريس بسبب الإضراب.
أحزاب اليسار الفرنسية تتظاهر بأعداد كبيرة ضد #ماكرون وسياساته#فرنسا تقرير: محمد الحاجي pic.twitter.com/jkJDgagefI
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 16, 2022
ومع تصاعد التوتر في ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، امتدت الإضرابات بالفعل إلى أجزاء أخرى من قطاع الطاقة، ومنها شركة الطاقة النووية العملاقة "إلكتريستي دو فرانس"، حيث ستتأخر أعمال الصيانة الضرورية لإمدادات الطاقة في أوروبا.
وفي هذا الإطار، قالت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن يوم الأحد إن الإضرابات تأتي وسط أجواء سياسية متوترة، إذ تستعد الحكومة الفرنسية لإقرار ميزانية 2023 باستخدام صلاحيات دستورية خاصة تمكنها من اجتياز تصويت في البرلمان.
سياسة اجتماعية عادلة
من جانبه، أفاد مراسل "العربي" في وقت سابق أن الأحزاب اليسارية بجميع أطيافها تريد ممارسة الضغط على الرئيس الفرنسي، الذي يعيش اليوم أزمة حقيقية تتمثل بالإضرابات التي تعصف بقطاع النفط، فضلًا عن مآلات الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأضاف أن هذه الأحزاب تطالب بسياسة اجتماعية عادلة وسياسة بيئية حقيقية، مشيرًا إلى رغبة الأحزاب بالتأكيد على أهمية التضامن مع النقابات المضربة في قطاع النفط، والضغط على الحكومة من أجل عدم تمرير قانون الميزانية العامة من خلال المادة 49.3، والتي تمرر هذا القانون من دون التصويت عبر مجلس النواب.
والأحد نزل الآلاف إلى شوارع باريس للاحتجاج على ارتفاع الأسعار. وسار جان لوك ميلينشون، زعيم حزب "فرنسا الأبية" اليساري المتشدد، إلى جانب الأديبة آني إرنو الحائزة على جائزة نوبل للآداب هذا العام. ودعا إلى إضراب عام اليوم الثلاثاء.
وتأتي هذه التحركات غداة تظاهرة ضد "غلاء المعيشة" نظمتها الأحزاب اليسارية ومنها "فرنسا المتمردة" في باريس. وبلغ عدد المشاركين فيها 140 ألف شخص وفق المنظمين و30 ألف شخص وفق الشرطة، و29 ألفًا و500 شخص وفق تعداد أجراه مركز "أوكورانس".
وتظهر عواقب الإضراب في المصافي في العديد من القطاعات من خلال صعوبات في الوصول إلى العمل وقلق في المناطق الريفية في خضم موسم الحصاد والخوف من تعطيل المغادرين في إجازات وإلغاء الحجوزات.