اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن إحراز تقدم في المفاوضات بين أذربيجان وأرمينيا سينعكس إيجابًا على مسار التطبيع بين تركيا وأرمينيا أيضًا.
وأشار في تصريحات على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من أذربيجان، إلى أنه بحث مع نظيره إلهام علييف العلاقات الثنائية وتطورات إقليمية ودولية.
ولفت إلى أنهما أكدا على ارتكاز الرؤية المشتركة للبلدين بشأن جنوبي القوقاز على السلام والاستقرار والتنمية.
ورأى أن ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا وفتح الممر الواصل بين الأجزاء الغربية من أذربيجان وإقليم نخجوان ذاتي الحكم (مرورًا بأرمينيا) وإبرام اتفاقية سلام، ستشكل خطوات هامة من أجل التطبيع في المنطقة.
وأضاف: "أُتيحت فرصة تأسيس سلام دائم في المنطقة بعد دفع أثمان باهظة طيلة سنوات طويلة، وننتظر من أرمينيا أن تنتهز هذه الفرصة التاريخية".
ويرتبط الصراع بين أرمينيا وأذربيجان بأعمال قتالية مستمرة منذ عقود للسيطرة على منطقة ناغورني كاراباخ، المعترف بها دوليًا جزءًا من أذربيجان، ولكنها كانت تخضع حتى عام 2020 إلى حد كبير لسيطرة أغلبية من السكان الأرمن.
أبرز محطات الخلاف بين #أرمينيا و #أذربيجان على إقليم كاراباخ#العربي_على_أرض_عربية pic.twitter.com/svtEcvmHuc
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 14, 2022
وأسفرت أسوأ جولة قتال بين الجارتين السوفيتيتين السابقتين منذ عام 2020 عن مقتل أكثر من 200 شخص الشهر الماضي. وقد توصل الجانبان لاتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة روسية.
وبدأت يريفان وباكو صياغة مسودة اتفاقية سلام في أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، كما أجرى أردوغان بعد ذلك محادثات مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في جمهورية التشيك.
"اتهامات باطلة ضد الجيش التركي"
من ناحية أخرى، أكد أردوغان أن جيش بلاده لم يستخدم من قبل السلاح الكيماوي على الإطلاق، وأنه يتخذ كل خطواته في إطار القانون الدولي.
وبحسب وكالة "الأناضول"، جاء ذلك ردًا على سؤال حول مزاعم ضد الجيش التركي تطلقها امتدادات سياسية لتنظيم "بي كي كي" (حزب العمال الكردستاني). وتصنّف أنقرة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هذا الحزب "جماعة إرهابية".
وبينما اعتبر أردوغان أنها ليست المرة الأولى التي يطلق فيها "عديمو الأخلاق هكذا افتراءات، بهدف تشويه سمعة الجيش التركي"، شدد على أنه سيتم محاسبة من يطلقون الاتهامات الباطلة ضد الجيش التركي، في إطار القانون.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد نفت أمس الخميس صحة مزاعم استخدام القوات المسلحة لأسلحة كيميائية.
وقالت: "لا تستخدم قواتنا الذخيرة المحظورة بموجب القانون والاتفاقيات الدولية، وهذا النوع من الذخيرة غير موجود في مخزون القوات المسلحة التركية".
شراء مقاتلات "إف-16"
إلى ذلك، تطرّق أردوغان إلى ملف طلب تركيا شراء مقاتلات "إف- 16" من الولايات المتحدة، لافتًا إلى وجود موقف إيجابي لدى الإدارة الأميركية حاليًا بهذا الخصوص.
وحول موقف السيناتور بوب ميننديز ونيته التصويت ضد قرار تزويد تركيا بالمقاتلات، استبعد أن يتمكن من عرقلة مصادقة الكونغرس بمفرده، مشددًا على أن المهم هو رأي الأغلبية في مجلس الشيوخ والكونغرس، وليس موقف عضو واحد.
وأضاف: "فعلنا ونفعل كل ما يلزم لتحقيق نتيجة إيجابية، ويبقى السوق العالمي واسعًا وهناك حلول متنوعة متاحة".
وأشار إلى أن بإمكان تركيا شراء مقاتلات من دول أخرى عند الحاجة، كما فعلت بأنظمة الدفاع الجوي حين اشترت أنظمة إس-400 من روسيا.