"رزقي فيه".. صياد مصري وأفراد من عائلته يعملون على تنظيف نهر النيل
ينكب الصياد المصري محمد نصار وعائلته على تنظيف نهر النيل من النفايات يوميًا، حماية للبيئة.
يصل محمد (59 عامًا) إلى النهر فجرًا قادمًا من الجيزة، فيبدأ نهاره باصطياد السمك وينهيه بجمع النفايات.
يقول "هو النيل الذي نعمل فيه وناكل قوتنا فيه، كيف لنا أن نُنزل عدة الصيد إليه إن أهملت أنا وغيري تنظيفه". وبينما يذكر بأن "رزقه في النيل"، يشير إلى نعومة شباكه التي يمكن لأي قطعة من المخلفات أن تقطعها.
ما يجمعه الصياد يوصله إلى جزيرة القرصاية، حيث مقر مبادرة "فيري نايل"، التي تعمل على تنظيف وإعادة تدوير النفايات، وهو يجني 14 جنيهًا مصريًا مقابل كل كيلوغرام يجمعه.
"فرحة مزدوجة"
وليس محمد وحده من انخرط في مهمة تنظيف النيل من عائلته. فبحسب وكالة "رويترز"، تعمل هيام محمد ابنة شقيقته في ورشة لإعادة تدوير النفايات من خلال كَي البلاستيك لاستخدامه في صناعة الحقائب البلاستيكية.
تتحدث هيام، الناشطة في مجال البيئة، عن السعادة التي يبعثها تنظيف النيل، وما يعكسه على مستوى جمال المنظر.
كما تشير إلى العمل النافع في مجال البلاستيك، ولا سيما بالنظر إلى أن تلك المواد يتم تصديرها إلى الخارج.
بدوره، نجل هيام الذي وُلد أصم قبل 22 عامًا وجد ضالته في معمل إعادة التدوير، بعد رحلة صعبة للبحث عن عمل بعد الثانوية العامة، حيث لم تساعده الظروف على الالتحاق بالجامعة.
وتتوقف المرأة عند الفرحة المزدوجة التي يشعر بها نجلها عند نزوله إلى النيل لتنظيفه وعودته إليها بالأكياس. وتقول إن "العمل أدخل الفرحة إلى قلبه".
وتتقاضى هيام وابنها أجرة مقابل عملهما من قبل مبادرة "فيري نايل"، التي تعمل على حماية البيئة وتطوير وسائل مستدامة لتنظيف نهر النيل وإعادة تدوير المخلفات.
المبادرة تأسست في عام 2018. وبحسب "رويترز"، فقد تمكنت حتى أكتوبر/ تشرين الأول 2022 من جمع نحو 180 طنًا من النفايات بمساعدة قرابة 65 صيادًا.
كذلك سعت المبادرة إلى تحفيز النساء وتأمين عمل لهن، لا سيما اللواتي يقطن في جزيرة القرصاية. وفي عام 2020، جهّزت ورشة ضمن المشروع ذاته يعملن فيها على إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية.