السبت 16 نوفمبر / November 2024

انخفضت في أميركا.. غزينبيس: عمليات إعادة تدوير البلاستيك لا زالت وهمًا

انخفضت في أميركا.. غزينبيس: عمليات إعادة تدوير البلاستيك لا زالت وهمًا

شارك القصة

تقرير حول دراسة تبين أن الديدان يمكن أن تشكّل حلًا للتخلص من تراكم النفايات البلاستيكية (الصورة: غيتي)
تشهد معدلات إعادة تدوير البلاستيك انخفاضًا في أميركا وفق غرينبيس، حيث ذكرت أن المنازل الأميركية أنتجت 51 مليون طن من النفايات البلاستيكية عام 2021.

أكد تقرير نشرته منظمة "غرينبيس" في الولايات المتحدة اليوم الإثنين أن معدّلات إعادة تدوير البلاستيك تشهد انخفاضًا في أميركا بينما ترتفع تلك المرتبطة بإنتاج هذه المواد، واصفًا الحديث عن وجود اقتصاد دائري للبلاستيك بأنه مجرّد "وهم".

وذكر التقرير أنّ المنازل الأميركية أنتجت 51 مليون طن من النفايات البلاستيكية عام 2021، لكن أُعيد تدوير 2,4 مليون طن منها فحسب.

وتشهد معدلات التدوير انخفاضًا منذ أن توقفت الصين تحديدًا عن قبول النفايات البلاستيكية من الغرب عام 2018، وبالتالي عن إعادة تدوير قسم منها. بالإضافة إلى ذلك، تشهد تكلفة إنتاج البلاستيك انخفاضًا في ظلّ التطور السريع لهذه الصناعة.

وقالت ليسا رامسدن من "غرينبيس" في الولايات المتحدة: إنّ "المجموعات الصناعية والشركات الكبرى سعت إلى  إظهار إعادة التدوير كحلّ"، مضيفةً أنها "باعتمادها هذه الخطوة، تهرّبت من مسؤوليتها"، مشيرة إلى شركات منها "كوكا كولا" و"بيبسي كو" و"يونيليفر" و"نستله".

وأوضحت المنظمة أنّ نوعين فقط من البلاستيك، يجري قبولهما في معظم مراكز إعادة التدوير البالغ عددها 375 في البلاد.

وتتمثل المادة الأول بالبولي إيثيلين تيريفثالات المُستخدم بصورة شائعة في تصنيع عبوات المياه والمشروبات الغازية. أما المادة الثانية فهي البولي إيثيلين العالي الكثافة المستخدم مثلاً في عبوات الشامبو أو منتجات التنظيف.

ويُصنّف هذان النوعان بالأول والثاني، بحسب نظام معياري يشمل سبعة أنواع من البلاستيك. إلا أنّ إمكان إعادة تدويرها نظريًا لا يعني أنّ المنتجات يُعاد بالفعل تدويرها.

ولفت التقرير إلى أنّ معدلات التدوير المرتبطة بالبولي إيثيلين تيريفثالات والبولي إيثيلين العالي الكثافة بلغت 20,9% للأوّل و10,3% للثاني، وهاتان النسبتان شهدتا انخفاضًا مقارنة بالتقرير الأخير الذي أصدرته "غرينبيس" في الولايات المتحدة عام 2020.

بالإضافة إلى ذلك، سجّلت إعادة تدوير البلاستيك المُصنّف من 3 حتى 7 والذي يشمل الأكياس البلاستيكية وألعاب الأطفال وعبوات الزبادي وغير ذلك، نسبًا تقل عن 5%.

ومع أنّها تحمل ملصقًا يشير إلى أنها قابلة لإعادة التدوير، لا يُعاد فعليًا تدوير المنتجات التي تستخدم المواد البلاستيكية المُصنّف من 3 إلى 7 بما يكفي لإدراجها في هذا التصنيف الذي تضعه لجنة التجارة الفيدرالية.

"مكلفة جدًا"

في هذا السياق، تحدث التقرير عن أسباب عدة تحد من اللجوء إلى إعادة تدوير البلاستيك، أولها أن كمية النفايات البلاستيكية يصعب جمعها كلّها، وحتى لو تمّ ذلك سيكون "من المستحيل عمليًا فرز تريليونات المنتجات"، لأنّ إعادة تدوير النفايات كلّها معًا غير ممكنة، بحسب التقرير.

إلى ذلك، تُعتبر عمليات إعادة تدوير البلاستيك مضرة بالبيئة من خلال تعريضها العمال لمواد كيميائية وإنتاجها مواد بلاستيكية دقيقة.

أما السبب الآخر الذي يحول دون ممارسة إعادة التدوير كثيرًا، فهو عدم إمكان استخدام المواد البلاستيكية المعاد تدويرها كعبوات للأطعمة لأنّها قد تؤدي إلى التسمم، كما أن عملية إعادة التدوير تعد مكلفة جدًا.

وأكّد تقرير المنظمة أنّ "البلاستيك الجديد يُنافِس مباشرة ذلك المُعاد تدويره"، لأنّ "إنتاجه أرخص بكثير وجودته أفضل".

ودعت ليسا رامسدن، إلى إعطاء الأولوية للحاويات غير البلاستيكية التي يمكن إعادة استخدامها، وحثت الشركات على دعم إبرام معاهدة دولية لمكافحة التلوث البلاستيكي أطلقت الأمم المتحدة مفاوضات في شأنها هذا العام، موضحة أن المشكلة المتعلقة بإعادة تدوير البلاستيك خاصة بهذه المادة ولا تنطبق على الكرتون أو المعادن.

من جهة ثانية، كان العلماء في جامعة كوينزلاند الأسترالية قد نشروا دراسة في يونيو/ حزيران الماضي تشير إلى أن الديدان قد تحل مشكلة تراكم النفايات البلاستيكية، بعدما لاحظوا أن يرقات الخنسفاء يمكنها أن تأكل البولستيرين، أحد أكبر أنواع البلاستيك شيوعًا واستخدامًا والتي نجدها عادة في أدوات المائدة البلاستيكية على سبيل المثال. وتبيّن أن إنزيمات تلك اليرقات تهضم البولستيرين دون أن يؤثر على صحتها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close