في إطار سعيها لمكافحة المعلومات المضللة، أعلنت شبكة "يوتيوب" العملاقة في مجال الفيديو على الإنترنت الخميس أنها ستوثق حسابات الأطباء والمعالجين الصحيين، بهدف الإضاءة على المقاطع المصورة الموثوقة في المجال الصحي.
ومن شأن التغيير أن يسمح للمستخدمين بالتعرف فورًا على المقاطع ذات النوعية الجيدة في المسائل الصحية، وفق ما أعلنت الخدمة التابعة لمجموعة "ألفابت" (شركة غوغل الأم).
وكتب المسؤول في يوتيوب غارث غراهام في رسالة على مدونة أن هذا الأمر من شأنه مساعدة المستخدمين على أن "يجدوا" محتويات مصنوعة من جانب أطباء وأخصائيين صحيين ناشطين على المنصة و"يتفاعلوا معها".
وسيكون مسار التوثيق الذي يشمل خصوصًا عمليات تحقق من الشهادات، متاحًا أيضًا أمام الأخصائيين في الصحة العقلية والمؤسسات العاملة في القطاع.
ومع جائحة كوفيد-19، شهدت صفحات الإنترنت والشبكات الاجتماعية سيلاً من المعلومات الخاطئة أو المضللة بشأن الأمراض واللقاحات.
وسبق ليوتيوب أن قامت في سبتمبر/ أيلول بحظر بعض المقاطع حول اللقاحات المضادة لكوفيد-19، عبر إزالة المحتوى الذي يزعم أن أي لقاح معتمد خطير ويسبب عيوبًا صحية مزمنة، بحسب صحيفة "الغارديان".
كذلك حجبت المنصة مقاطع الفيديو التي تنشر معلومات خاطئة عن اللقاحات لغير كوفيد-19 أو تروج لتردد اللقاح.
والعام الماضي، حظر موقع يوتيوب مقاطع الفيديو المضللة المتعلقة بلقاح كوفيد-19، مما أدى إلى إزالة 130.000 مقطع من المحتوى منذ ذلك الحين. وأزال موقع يوتيوب، المملوك لشركة غوغل، ما مجموعه مليون مقطع فيديو لنشر أكاذيب كوفيد-19 العامة منذ انتشار الوباء.
"إزالة المحتوى الشائك"
وفي فبراير/ شباط الماضي، قررت شركة يوتيوب اتخاذ تدابير جديدة لمكافحة المعلومات الخاطئة وإزالة ما يعرف بـ"المحتوى الشائك"، عبر منصتها.
وتتطلع الشركة الأميركية لتعزيز منصتها عبر الاستعانة بالخبراء وشركات تكنولوجيا ومنظمات غير حكومية لإزالة أي فيديو يتضمن معلومات كاذبة وإن كانت محلية بهدف رفع مصداقية المحتوى المنشور على تطبيقها.
في المقابل، برز جدل حول كيفية نجاح يوتيوب في تطبيق هذه السياسات الجديدة وعن إمكانية نجاحها في ظلّ تساؤلات حول تأثير هذه الإجراءات على حرية التعبير.
من جهتها، أوضحت يوتيوب أن قرارها الجديد قد لا يعني بالتحديد حذف محتوى المستخدمين، ولكن قد تلجأ إلى إخفاء علامة التبويب، أي الرابط الخاص بالفيديو ذي المحتوى الشائك كي لا يتم نسخه وبالتالي الحد من انتشاره.
كما اقترحت الشركة إخفاء أو تعطيل زر المشاركة (share)، مع الإبقاء على إمكانية رؤية المحتوى المعني على المنصة، إنما من دون القدرة على إرساله إلى الأصدقاء أو نشره على مواقع التواصل الأخرى.