يحاول الوالدان تحذير طفلهما أو ثنيه عن ارتكاب سلوك سلبي، وعندما لا يستجيب يلجأ أولياء الأمور إلى العقاب كوسيلة لحثه على عدم تكرار هذا الفعل.
لكن وبغض النظر عن طريقة العقاب، إلا أنه قد لا يفضي إلى نتيجة فعالة، لذلك ينصح الخبراء باستخدام ما يعرف بالعواقب الطبيعية والمنطقية.
والعواقب المنطقية هي نتيجة لسلوك معين، ولكنه يفرض من شخصٍ آخر. على سبيل المثال، إذا رفض الطفل التقاط ألعابه من الأرض بعد أن انتهى من اللعب بها، ستحرمه الأم أو الأب منها لبعض الوقت.
وتساعد هذه العواقب الطبيعية في تأديب الطفل، ولكنها على عكس العقاب لا تهينه أو تحرجه، بل تحافظ على احترامه وتساعده ليصبح أكثر مسؤولية.
وفي مقاربة أخرى، إذا قام الطفل مثلًا في إحداث فوضى في الغرفة، ينصح الخبراء بتعليمه ترتيب الألعاب لتحميله مسؤولية بدلًا من لومه على فعلته.
تأثير العقاب البدني على الطفل
في هذا الخصوص، يشرح الأخصائي النفسي والمعالج السلوكي الدكتور مالك الشامي أن معظم أولياء الأمور يواجهون مشاكل في كيفية التعامل مع طفلهم وتعديل سلوكه لا سيما إذا كان الطفل الأول.
ويلجأ الأهل أحيانًا إلى طرق عدة منها التعزيز وتلبية رغبات الطفل، إلا أنه بعد عجزهم عن تحقيق هدفهم قد يقومون بتعنيف الابن أو الابنة أو فرض عقاب قد يكون فيه نوع من أنواع العنف، وفق الأخصائي النفسي.
ويردف من عمان: "العقاب البدني هو بمثابة رسالة إقرار بعجز الأهل عن التعديل في سلوك طفلهم، بحيث يرون أن عليهم الآن فرض هذا التعديل بالقوة.. وعندما يقرر الأهل اللجوء إلى هذا الأسلوب يجب أن يتمتعوا بالوعي والإدراك بأنهم استسلموا وذهبوا إلى طريقة يعتقدون أنها أسهل".
وعن آثار العقاب العنيف على سلوك الطفل، يؤكد الشامي أن التداعيات النفسية عديدة جدًا أبرزها تنمية الخوف لدى الأطفال، وقد يطورون أحلامًا مزعجة عند خلودهم إلى النوم، حتى أن الطفل قد يصل إلى مرحلة يخاف منها من أهله والمربين.
كما يلفت الأخصائي النفسي والمعالج السلوكي في حديث مع "العربي"، إلى أن هذا الخوف قد ينتقل معهم إلى المدرسة، ثم يبدأ الطفل باكتساب هذا السلوك حيث سيمارسه بدوره على الأطفال الآخرين.
ماذا إن رفض الطفل تنفيذ العقاب التربوي؟
وعن استخدام العقاب التربوي عبر إعطاء الطفل مهمة إضافية، يقول الشامي إن ذلك يتمحور حول "التصحيح الزائد" أي إذا كسر الطفل قطعة ما في غرفته يُطلب منه ترتيب كل الغرفة أو المساعدة أيضًا في ترتيب غرفة أخرى.
أما إذا رفض الطفل تنفيذ المهمة الموكلة إليه، يلفت المعالج السلوكي إلى أن هناك امتيازات يعطيها الأهل مسبقًا للطفل، مثل المكافآت والألعاب، وهنا يمكن اللجوء إلى أسلوب سحب هذه الامتيازات بشكل مؤقت وبما يتناسب مع عمر الطفل.
لكن الشامي ينبّه في الوقت عينه، إلى أن الأهل والمربين ليسوا ندًا للطفل، ولذلك يجب عند فرض العقاب، أن يوضحوا للأطفال أن هذا الأمر يأتي بهدف تعديل السلوك الخطأ وليس كرد فعل لأنه أغضب أهله.