انتقد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ازدواجية المعايير في ألمانيا وانتقاداتها لما تصفه بـ"سجل حقوق الإنسان في قطر"، في خضم استضافتها لنهائيات كأس العالم.
وأوضح الوزير في حديث لصحيفة "فرانكفورتر الجماينا تسايتونغ" الألمانية أن "اللعب على هذا الوتر ينم عن غطرسة وعنصرية، ويتم تضليل الشعب الألماني من قبل السياسيين الحكوميين. ومن الناحية الأخرى ليست لدى الحكومة الألمانية مشكلة مع قطر عندما يتعلق الأمر بشراكات أو استثمارات في مجال الطاقة".
وأكد الوزير القطري أن الحكومة القطرية أطلقت سلسلة من الإصلاحات بما في ذلك قانون العمل في عملية مستمرة لن تتوقف بعد كأس العالم.
وكانت وزارة الخارجية القطرية قد استدعت قبل أيام السفير الألماني بسبب تصريحات مسيئة لدولة قطر أدلت بها وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر.
والمفارقة أن فيزر نفسها قد زارت قطر مطلع الشهر الحالي وتراجعت عن انتقاداتها السابقة عندما قالت "إن القوانين التي سُنت في هذا البلد خلال السنوات الأخيرة جيدة للغاية".
النسخة الأفضل في التاريخ
وقد تقاطرت الإشادة بالاستعدادات القطرية الاستثنائية لاستضافة الحدث العالمي من كل حدب وصوب ومن قبل هيئات ومنظمات وشخصيات دولية وإقليمية منها على سبيل المثال لا الحصر شهادة أدلى بها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا جاني إنفانتينو، الذي كان قد قال: "إن بطولة كأس العالم في قطر ستكون الأفضل في التاريخ".
وتقديم النسخة الأفضل هو ما عمل المسؤولون القطريون عليه وعلى رأسهم أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي أكّد في 25 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أن بلاده تعرضت منذ أن نالت شرف استضافة كأس العالم لحملة غير مسبوقة لم يتعرض لها أي بلد مضيف.
وقد أكّد وزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مقابلة تلفزيونية مع شبكة "سكاي نيوز" أن البعض لا يمكنه تقبّل استضافة دولة صغيرة من الشرق الوسط لبطولة كأس العالم واصفًا الذين ينتقدون البطولة بالمتعجرفين.
حملة غير مفهومة
وقد لفت مراسل "العربي" في برلين مكسيم العيسى إلى أن جماهير عدة أندية في ألمانيا رفعوا شعارات مناهضة لاستضافة قطر للمونديال.
وأشار إلى أن الوزير القطري تحدث في مقابلته مع الصحيفة الألمانية عن الإصلاحات الكثيرة التي جرت في قطر.
كما لفت إلى أن شركات ألمانية كثيرة ومنها بنوك استثمرت في قطر وتحديدًا في قطاع الضيافة والبنى التحتية في كأس العالم، في ما لا يقل عن 17 مليار دولار، مشيرًا إلى نمو التبادل التجاري بين الدولتين بنسبة 75% عام 2021.
وأوضح المراسل أن الحملة التي تشن في ألمانيا ضد استضافة قطر لبطولة كأس العالم غير مفهومة في ظل المصالح الاقتصادية.