مناورات مشتركة مع اليابان.. واشنطن وحلفاؤها يتعهدون بالضغط على كوريا الشمالية
أجرت اليابان والولايات المتحدة مناورات عسكرية مشتركة في المجال الجوي فوق بحر اليابان بعدما أطلقت كوريا الشمالية صاروخًا عابرًا للقارات اليوم الجمعة، في وقت تعهدت فيه واشنطن وحلفاؤها خلال اجتماع طارئ بالضغط على بيونغ يانغ.
وكانت طوكيو أعلنت أن صاروخًا بالستيًا سقط في المياه الواقعة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لليابان غرب هوكايدو، الممتدة على 200 ميل بحري من ساحل اليابان، بما يتجاوز حدود مياهها الإقليمية.
مناورات ثنائية
وجاء في البيان الذي وزّعته وزارة الدفاع اليابانية: أن "قوات الدفاع الذاتي اليابانية والقوات المسلحة الأميركية أجرت مناورة ثنائية.. في ظل مناخ أمني يزداد شدة في محيط اليابان، بعد عملية إطلاق الصاروخ البالستي العابر للقارات التي قامت بها كوريا الشمالية".
وأوضح البيان أن المناورات الثنائية تؤكد على الرغبة القوية لدى اليابان والولايات المتحدة في الاستجابة لأي وضع، مبينًا أن التمرين جاء ليعزز أكثر إمكانيات الردع والاستجابة للتحالف الياباني-الأميركي.
ويتمركز حاليًا حوالي 55 ألف عنصر من قوات الجيش الأميركي في اليابان، معظمهم في منطقة أوكيناوا (جنوب) مع قواعد جوية في ضواحي طوكيو ومنطقة آوموري الشمالية.
ويوم أمس الخميس أطلقت بيونغ يانغ صاروخًا بالستيًا قصير المدى، بعد ساعات على تحذير وزير خارجيتها من رد "شرس" على تعزيز التحالف الأمني بين سيول وطوكيو وواشنطن.
تعهد بالضغط
في غضون ذلك، تعهّدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس وقادة اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا وكندا الضغط على كوريا الشمالية خلال جلسة محادثات طارئة عقدوها الجمعة لبحث إطلاق بيونغ يانغ الصاروخ.
فبعد ساعات على إطلاق كوريا الشمالية الصاروخ، التقت هاريس مع قادة شركاء الولايات المتحدة المقرّبين على هامش قمة لبلدان آسيا وجزر المحيط الهادئ في بانكوك.
وقالت هاريس للصحافيين لدى بدء المحادثات: "ندين بشدّة هذه الأعمال وندعو مجددًا كوريا الشمالية إلى التوقف عن أي أعمال إضافية غير قانونية ومزعزعة للاستقرار". وأضافت: "باسم الولايات المتحدة، أشدد على التزامنا الصلب تجاه تحالفاتنا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وجاءت عملية الإطلاق بعد أسابيع من التوتر المتصاعد مع كوريا الشمالية التي تعتقد أجهزة الاستخبارات الأميركية بأنها تحضّر لتجربة نووية سابعة.
وجاء في بيان للبيت الأبيض بشأن محادثات بانكوك أن القادة الستة حذّروا أيضًا من "رد قوي وحازم" في حال أجرت كوريا الشمالية الاختبار النووي.
وذكر البيان أن القادة اتفقوا على أن "مسار الحوار ما زال مفتوحًا أمام جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية" التي دعوها إلى "التخلي عن استفزازات لا يوجد أي داع لها والعودة إلى الدبلوماسية الجدية والمستدامة".
وفي إشارة مبطنة إلى الصين التي تعد طوق النجاة الأهم بالنسبة لبيونغ يانغ، دعا البيان كافة أعضاء الأمم المتحدة إلى "التطبيق الكامل" لقرارات مجلس الأمن الدولي الذي فرض عقوبات واسعة على كوريا الشمالية.
مطالبة بجلسة لمجلس الأمن
وأفاد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بأن القادة يطالبون أيضًا بجلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حيث استخدمت الصين وروسيا في مايو/ أيار حق النقض ضد مسعى تقوده واشنطن لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية.
وقال ألبانيزي للصحافيين الأستراليين: "يتعلّق الأمر بتوحيد العالم صفوفه لإدانة أفعال كوريا الشمالية والدفاع عن السلم والأمن في منطقتنا".
لكن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أقر خلال الاجتماع بالمخاوف من أن كوريا الشمالية تتجاهل الضغوط. وقال كيشيدا: "هناك احتمال بأن كوريا الشمالية ستطلق المزيد من الصواريخ".
وشدد رئيس الوزراء الكوري الجنوبي هان داك-سو على وجوب "عدم التساهل قط" مع عملية الإطلاق "الصارخة". وصرح هان: أن "على المجتمع الدولي الرد بشكل حازم".
والتقى الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد الماضي مع كيشيدا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك-يول على هامش قمة بلدان جنوب شرق آسيا في كمبوديا.
تحذير من اختبار نووي
ووجّه القادة تحذيرًا مشابهًا من اختبار نووي، ما دفع كوريا الشمالية للتنديد بالاجتماع الثلاثي على اعتبار أنه دليل على عدائية الولايات المتحدة.
ورغم الضغوط، تعتقد إدارة بايدن بأن الصين تبقى الدولة الأقدر على الضغط على كوريا الشمالية.
واجتمع بايدن الإثنين الماضي مع الرئيس الصيني شي جينبينغ على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي وأعرب عن ثقته بأن بكين تتشارك الأهداف نفسها بشأن كوريا الشمالية، التي تعد من بين دول العالم الأفقر والأكثر عزلة.
وقال بايدن للصحافيين بعد اللقاء: "أنا واثق بأن الصين لا تريد بأن تنخرط كوريا الشمالية في مزيد من التصعيد".
وعرض بايدن بدء حوار على مستوى فرق العمل مع كوريا الشمالية، وهو أمر لم تبد بيونغ يانغ أي اهتمام به، في وقت تشدّد الولايات المتحدة على أنها لن تعترف قط بكوريا الشمالية كقوة نووية بينما يعتقد معظم الخبراء بأن بيونغ يانغ لن تتخلى إطلاقًا عن ترسانتها.