الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

حرب اليمن.. ما أهداف جماعة الحوثي من استهداف ميناء الضبة؟

حرب اليمن.. ما أهداف جماعة الحوثي من استهداف ميناء الضبة؟

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش أهداف جماعة الحوثي من استهداف ميناء الضبة في اليمن (الصورة: غيتي)
دعت الولايات المتحدة جماعة الحوثي في اليمن إلى وقف تهديداتها للتجارة البحرية الدولية، والعودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب.

أكّدت جماعة الحوثي في اليمن أنها أوقفت تصدير أكثر من مليوني برميل من النفط الخام، بعد استهدافها ميناء الضبة بمحافظة حضر موت شمالي شرق البلاد.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع: إن "الحوثيين أجبروا سفينة نفطية حاولت الاقتراب من الميناء على المغادرة، بعد رفضها للتحذيرات".

وأضاف سريع أن السفينة كانت تنوي نهب كميات من النفط، على حد تعبيره.

من جهتها، دعت الولايات المتحدة جماعة الحوثي في اليمن إلى وقف تهديداتها للتجارة البحرية الدولية، والعودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب.

وأعلن السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاغن أن الهجمات لن تؤدي إلا إلى إلحاق الضرر باليمنيين، من خلال تفاقم نقص الوقود، معربًا في الوقت ذاته عن قلقه من احتمال تجدد التصعيد الذي يقوض جهود الإغاثة والدعم في اليمن.

وكانت الحكومة اليمنية قد اتهمت جماعة الحوثي باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع في هجومها على ميناء الضبة للنفط.

وأفاد بيان حكومي بأن الهجمات الأخيرة تهدد إمدادات الطاقة وسلامة الملاحة الدولية.

ويأتي هذا في وقت اشتدت فيه المعارك بين الطرفين في محافظة تعز جنوبي غرب البلاد.

الصراع الاقتصادي في اليمن

إلى ذلك، دخل الصراع الاقتصادي في اليمن مرحلة مختلفة لم تعهدها البلاد طوال 8 سنوات من الحرب، وذلك بعدما أصبحت البنية التحتية والمنشآت العامة الاقتصادية والموانئ النفطية في مرمى الصواريخ والطائرات المسيرة.

وبنظرة بانورامية على خريطة الموانئ اليمنية، فإن 6 موانئ موزعة على عدن والحديدة والمكلف في حضرموت والمخا والصليف في الحديدة ونشطون في المهرة، وجميعها كانت قبل الحرب مجهزة لاستقبال البضائع والسفن وتقديم خدمات الشحن والتفريغ والتخزين.

في حين توجد في اليمن 3 موانئ رئيسية لتصدير النفط والغاز المسال، وهي ميناء رأس عيسى في الحديدة، والشحر في حضرموت، وميناء بلحاف الإستراتيجي في شبوة، إضافة إلى 8 موانئ بحرية محلية منها الضبة في حضرموت ورضوم في شبوة.

وتغيب الإحصاءات الدقيقة والأرقام النهائية عن قيمة السوق النفطي في اليمن، فآخر التقارير الحكومية تشير إلى أن عائدات اليمن من صادرات النفط الخام سجلت ارتفاعًا ملحوظًا في 2021، لتبلغ أكثر من مليار دولار أميركي، بزيادة 707 ملايين دولار عن العام السابق.

وتراجع الإنتاج النفطي في اليمن في تقديرات تقريبية إلى 55 ألف برميل يوميًا، بعد أن وصل قبل الحرب إلى ما بين 150 و200 ألف برميل يوميًا.

واليوم يعلن الحوثيون عن إيقافهم تصدير أكثر من مليوني برميل بقيمة تقديرية تصل إلى 174 مليون دولار أميركي من النفط الخام في ميناء الضبة بمحافظة حضرموت شرقي البلاد.

هذا الاضطراب في السوق النفطي الحاصل في العام الجاري، انعكس بشكل مباشر على العملة المحلية التي تتأثر كثيرًا بهذا الهجوم على الموانئ النفطية مع إحجام الشركات النفطية عن العمل والإنتاج والتصدير، ما قد يؤدي إلى هزات عنيفة في تغذية السوق المحلي بالعملة الصعبة لاستيراد السلع الغذائية.

أهداف الحوثيين من ضرب الموانئ

وفي هذا الإطار، قال عضو الهيئة الاستشارية لمركز المخا للدراسات الإستراتيجية ياسين التميمي إن المستفيد الوحيد من الصراع الدائر في اليمن هي جماعة الحوثي، التي تريد أن تفرض شروطها ضمن الجهود الدولية المبذولة لإعادة فرض هدنة جديدة بعد انتهاء الهدنة الثالثة في 2 أكتوبر/ تشرين الأول،

وفي حديث لـ"العربي" من مدينة اسطنبول التركية، أشار إلى أن الجماعة تكاد أن تصل لأهدافها بتعطيل القطاع النفطي الذي يشهد تراجعًا واضحًا نتيجة تهديدات الحوثيين وعمليتها العسكرية المباشرة.

ورأى التميمي أن الحوثيين لا يأخذون بعين الاعتبار العوائد السيئة على حياة اليمنيين في هذه المرحلة الصعبة، مشيرًا إلى التهديد الأكبر يأتي من توقف تصدير النفط، الأمر الذي ينعكس على المستوى الاقتصادي وعلى مستوى سعر الريال اليمني وعلى مستوى المعيشي للمواطنين.

وأشار إلى وجود اقتصاد منقسم في اليمن، وأن هناك ريالاً يسيطر عليه الحوثيون وهو يحتفظ بثبات من حيث قيمته أمام الدولار، وهناك الريال المعوم الذي يتم تداوله في منطقة سيطرة الحكومة، لافتًا إلى أن هذا الأمر جعل مسألة تبادل الريال بين منطقتي السيطرة الشرعية والحوثيين سيئة جدًا بالنسبة للمواطن اليمني.

واعتبر الحرب التي تحدث على المستوى الاقتصادي أخطر بكثير لأنها تلامس قطاعًا حيويًا في غاية الأهمية بالنسبة للشعب اليمني، مشيرًا إلى وجود مشكلة حقيقية تتحمل مسؤوليتها أطراف عدة أولها السلطة الشرعية التي تدعي أنها تقاوم الحوثيين وأنها أسقطت طائراته المسيرة بينما لا تمتلك هذه الإمكانيات العسكرية، والتحالف السعودي الإماراتي، بالإضافة إلى الحوثيين الذي يمارسون اعتداءات صريحة على مقدرات الشعب اليمني.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close