أنهت قوات الأمن في الصومال، حصارًا داميًا استمر لساعات بفندق في العاصمة مقديشو، وفق ما أعلن ناطق باسم الشرطة الذي نقل ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين إلى ثمانية.
فقد أفاد صادق دوديشي للصحافيين بأن "عملية تمشيط فندق فيلا روز انتهت". وأكّد أن عناصر الحركة "قتلوا ثمانية مدنيين كانوا في الفندق بينما نجحت قوات الأمن بإنقاذ نحو 60 مدنيًا. لم يصب أي منهم بجروح".
وكان مراسل "العربي" قد نقل أن 5 أشخاص على الأقل أصيبوا بينهم مدير الأمن العام، في العملية الأمنية على الفندق الذي تحصن فيه مسلحون من حركة الشباب الصومالية.
وكان حصار القوى الأمنية على فندق "فيلا روز" بالعاصمة مقديشو، قد نفذته قوات الأمن بعد تعرضه لهجوم من قبل حركة الشباب مساء أمس الأحد، حيث سمع دوي أصوات الرصاص منذ ساعات الصباح الأولى في محيط المكان، إثر الاشتباكات بين القوات الأمنية وعناصر حركة الشباب.
أكثر الأماكن أمنًا بالعاصمة
ويعرف فندق "فيلا روز"، بأنه من أكثر الأماكن أمانًا في العاصمة الصومالية، ويرتاده برلمانيون صوماليون وكبار المسؤولين فضلًا عن أنه يقع على مسافة شوارع قليلة من مكاتب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود.
يأتي ذلك، بعد إعلان الحكومة الصومالية مقتل نحو 100 مسلح من عناصر الحركة في قصف جوي جنوبي البلاد ضمن عملياتها العسكرية.
وأعلن البرلمان الصومالي تأجيل جلسته المقررة اليوم الإثنين بعد الهجوم، الذي يضاف إلى سلسلة طويلة من عمليات حركة الشباب. كما أن الهجوم يتزامن مع الحرب الواسعة التي يخوضها الرئيس الصومالي ضد الحركة.
هجوم يهز فندقا في العاصمة الصومالية مقديشو، يرتاده برلمانيون وكبار المسؤولين.. إليكم التفاصيل 👇#الصومال تقرير: فرح قداده pic.twitter.com/znQux7KSbL
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 28, 2022
حركة الشباب "تستعرض" قوتها
وهذا العام وحده، قتل ما لا يقل عن 613 مدنيًا وجرح أكثر من 900 في أعمال عنف هذا العام منسوبة إلى حركة الشباب، وفق إحصائيات للأمم المتحدة.
ومن مقديشو، يتحدث الكاتب الصحافي سليمان آدم عن أن حركة الشباب كثّفت هجماتها في الفترة الأخيرة، بمحاولة "لاستعراض عضلاتها" في العاصمة بعدما أعلن رئيس الجمهورية حرب الدولة على الحركة، حيث تجري عمليات مواجهة هذه المجموعة بمناطق واسعة في الصومال.
ويقول آدم في حديث مع "العربي": "الناس يتساءلون كيف وصلت حركة الشباب اليوم إلى المكان الذي لا يبعد كثيرًا عن القصر الرئاسي.. هي محاولة من الحركة لإثبات وجودها بعد العمليات الأمنية للسلطات جنوب البلاد".
"حرب غير مدروسة"
كذلك، يلفت الكاتب الصحافي الصومالي إلى أن عدد كبير من المحللين السياسيين يرون أن الحرب الأخيرة للدولة على حركة الشباب "أتى بوقت ليس في محله، أو بدون دراسة صحيحة لجدواها"، حسب قوله.
ويردف آدم: "الدولة اتجهت إلى تسليح العشائر الصومالية في المناطق التي تسيطر عليها الحركة، رغم التحذيرات الكثيرة من أن هذه الخطوة ربما تعيد البلاد إلى الوراء، وتحديدًا إلى مربع الحرب الأهلية".
ويرى جزء من المحللين الصوماليين أن استمرار تسليح العشائر بدون دراسة مجدية، قد يمهد الطريق نحو كارثة أكبر، بحسب الصحفي.
ويردف: "إن أرادت الدولة أن تبرهن فعلًا محاربتها حركة الشباب على أرض الواقع، فعليها على الأقل إثبات أمن العاصمة مقديشو.. في وقت يتأثر فيه الاستثمار والقطاع التجاري بشكل كبير".
إيرادات حركة الشباب
وعن الإيرادات الكبيرة التي تحصل عليها الحركة والتي يقدر أنها تناهز إيرادات الدولة الصومالية، فيشرح آدم أن عمر هذه المجموعة يتخطى الـ 15 سنة وهي تقوم بجبايات أو ما تسميه "إنفاق الجهاد" محليًا.
كما لم يستبعد آدم لـ"العربي" أن تكون هناك أطراف خارجية تتعامل معها وتمولها، رغم إشارته إلى عدم وجود أي إثباتات على ذلك حتى الآن.