قتل محتج اليوم الأحد برصاص قوات النظام السوري خلال تظاهرة اندلعت احتجاجًا على تدهور الأوضاع المعيشية في مدينة السويداء في جنوب البلاد، بحسب ما نقلت شبكات إخبارية.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، تظاهر المئات الأحد احتجاجًا على تدهور الظروف المعيشية والاقتصادية، قبل أن يقتحم محتجون غاضبون مبنى محافظة السويداء الحكومي، حيث أطلقت قوات النظام الرصاص باتجاه المتظاهرين.
وندد المحتجون بالتدهور غير المسبوق بالأوضاع الاقتصادية في سوريا، بينما ذكر شهود عيان بأنّ أكثر من 200 شخص تجمعوا حول المبنى الواقع وسط المدينة، مرددين هتافات تطالب بإسقاط رئيس النظام السوري بشار الأسد بسبب ارتفاع الأسعار والصعوبات الاقتصادية، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
في غضون ذلك، قال الناشط ريان معروف من شبكة "السويداء 24" المحليّة للأنباء لوكالة فرانس برس، إن "المتظاهر توفي متأثرًا بإصابته بعد نقله وأربعة مصابين إلى المشفى".
وبثّت شبكة السويداء 24، مقاطع فيديو تظهر العشرات وهم يرددون هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" أمام المحافظة. وفي مقاطع أخرى، تظهر عربة عسكرية مصفحة وهي تحترق وإطارات مشتعلة في شارع رئيسي في المدينة. كما تُسمع أصوات إطلاق رصاص كثيف.
إحراق ملفات رسمية
في المقابل، أفادت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري اليوم الأحد بأن عشرات "الهاربين من العدالة" اقتحموا مقر محافظة السويداء وأحرقوا ملفات وأوراقًا رسمية.
كما بث تلفزيون النظام لقطات تظهر مقر المحافظة بعد أن اقتحمه متظاهرون غاضبون رددوا هتافات تدعو للإطاحة ببشار الأسد.
وفي فبراير/ شباط الماضي، شهدت محافظة السويداء احتجاجات شعبية اندلعت بسبب القرار الذي أصدره نظام الأسد برفع الدعم الحكومي.
وردّد المحتجون حينها شعارات طالبت بتحسين الأوضاع المعيشية ورفضت السياسات الخدماتية الاقتصادية الخاصة بالنظام الحاكم في دمشق. كما نادت بالدولة المدنية الديمقراطية وبإعادة توزيع الثروة الوطنية وتطبيق القرار الأممي الخاص بالانتقال السياسي، وهو ما اعتبر إعادة إحياء لثورة عام 2011.
وتعيش مدينة السويداء كما معظم المدن السورية الأخرى واقعًا خدميًا متردّيًا، زاد سوءًا في الأسابيع الماضية تزامنًا مع شحّ كبير في المحروقات دفع موظفين وطلابًا إلى عدم التوجه إلى أماكن عملهم ودراستهم في مدن عدة.
وأصدرت حكومة النظام خلال الأيام الماضية قرارات تقشفية عدة مرتبطة بنقص المحروقات وزيادة ساعات التقنين الكهربائي.
سوريا الأكثر فقرًا
وبسبب الظروف في البلاد، منذ حوّل النظام ثورة الشعب المشروعة ضده إلى حرب دموية، تتصدر سوريا قائمة البلدان الأكثر فقرًا عام 2022، ما ينعكس على حياة الأسر في الشمال السوري الخارج عن سيطرة النظام.
ويعاني الباعة والمشترين من محدودية الدخل حيث أصبح تأمين قوت اليوم يثقل كاهل السكان هناك، وغدى شراء بعض أنواع الخضار والفاكهة من الكماليات.
وبات أكثر من 12 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي عام 2022، مقارنة بـ8 ملايين في العام السابق، بحسب برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة.
وكان خبير الأمن الغذائي، فاضل الزعبي قد أوضح في حديث سابق إلى "العربي" من عمّان أن انعدام الطعام يعني عدم قدرة الإنسان على الحصول على الغذاء الذي يمكنه من قيام يأعماله الطبيعية، مؤكدًا أن هذا ينطبق في سوريا حيث ترتفع نسبة الفقر والتي بلغت 89%.
وأشار الزعبي إلى أن 60% من السكان في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد الذي يتفاوت بين منطقة وأخرى، وتصل نسبتها إلى 90% في شمال غربي سوريا.
