لليوم السادس على التوالي، ينظم أهالي مدينة السويداء السورية وقفات احتجاجية تنديدًا بتردي الأوضاع المعيشية الصعبة.
ويشكو أهالي المدينة من غلاء المعيشة جرّاء رفع الدعم عن سلع أساسية أبرزها الخبز، إضافة إلى انقطاع الكهرباء وتردي الخدمات الأساسية الأخرى.
وبرغم الاستنفار الأمني للقوات التابعة للنظام السوري واستجلاب المزيد منها على مدار اليومين الماضيين لتحسين مقراتها هناك، إلا أن دعوات المحتجين ما زالت تلاقي أذانًا صاغية في المدينة.
"دولة واحدة جامعة لكل السوريين"
وارتفعت أصوات الحراك السلمي لأهل "الجبل" والذي يعد المعقل الرئيسي للطائفة الدرزية من مجرد المطالبة بلقمة العيش إلى حدود المطالبة بدولة واحدة جامعة لكل السوريين.
واستوجبت تحركات الشارع الدرزي التدخل الروسي، فعقد لقاء مع محافظ المدينة بعد تلميح بثينة شعبان، مستشارة رئيس النظام السوري بشار الأسد، بأن الحراك هناك مدعوم من الخارج.
في غضون ذلك، تشهد عدة مدن في محافظة السويداء حراكًا شعبيًا منذ نحو أسبوع، رفضًا لسياسات نظام الأسد وقراراته الأخيرة المتمثلة في رفع الدعم عن المواد الأساسية عن شرائح واسعة من السوريين.
وتتركز هتافات المحتجين في المحافظة على التنديد بالواقع المعيشي المتردي، وتتطور في بعض الأحيان إلى المطالبة بإسقاط الأسد، وبخروج روسيا وإيران بشكل كامل من الأراضي السورية، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة.
ما دلالات تحرّكات السويداء؟
وفي هذا الإطار، اعتبر الأكاديمي والناشط السياسي السوري فايز قنطار أن احتجاجات السويداء هي تحركات سلمية تعبر عن وجع السوريين، وأعادت لهم الأمل في استعادة المبادرة للخروج من هذا الوضع المتردي.
وأكد في حديث لـ"العربي" من مدينة ليون الفرنسية، أن هناك إجماعا في محافظة السويداء على المطالب المحقة والأساسية التي تمكنهم من العيش، مشيرًا إلى أن حملة التجويع التي ينتهجها النظام السوري تهدف لتهجير باقي الناس وإفراغ سوريا من أبنائها.
وأشار القنطار إلى أن هذه الاحتجاجات ليست فقط من أجل مقومات العيش، بل مرتبطة أيضًا بالتغيير السياسي في البلاد.