تشرع مديرية زراعة محافظة البصرة جنوبي العراق في حملة لزراعة نبات المانغروف، لأول مرة في المحافظة، مؤكدة أن هذا النوع من النبات يمتاز بقدرته العالية على تحمل المياه المالحة وإسهامه في تحسين البيئة.
وتتميز بيئة خور الزبير، بتربتها الطينية التي تناسب زراعة النبات والذي يساهم في تحسين مناخ المدينة كونه يطلق ستة أضعاف الأوكسجين الذي يطلقه أي نبات آخر.
ويحتاج النبات إلى خمس سنوات لينمو لارتفاع متر ونصف المتر، وحينها يعتمد النبات على نفسه بالتكاثر وتكوين بيئة خاصة تستقطب أنواعًا متعددة من الحيوانات والأسماك والطيور.
وقال جهاد مجيد، المتخصص في مجال البيئة، لـ"العربي"، إن هذه المنطقة تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة فوق معدلاتها الطبيعية، مؤكدًا أن ذلك نتيجة للتلوث البيئي وغازات ثاني أوكسيد الكربون، فضلاً عن قلة الغطاء النباتي في محافظة البصرة بفعل زيادة الملوحة في المياه.
ويأمل القائمون على المشروع في أن يسهم في مقاومة التغييرات المناخية، فضلًا عن عمله مصدات للتيارات المائية في مياه خور الزبير.
فوائد متعددة
وفي هذا الإطار، أوضح أيمن الربيعي، أستاذ مساعد في مركز علوم البحار، أن هذا النبات لا يحتاج لمياه، بل يسقى بمياه المد والجزر، ويتحمل ملوحة مياه تتجاوز الـ40 جزءًا بالألف، وهو مهم للبيئة المستهدفة كونها منطقة مصائد للأسماك.
وأضاف الربيعي في حديث لـ"العربي" من البصرة، أن النبات لا يحتاج كذلك إلى كميات ومتطلبات من مياه السقاية كونه قليل الحاجة بعوامل التربة، وخاصة أنه مهم للبيئة وله ميزة في مقاومة ظاهرة الاحتباس الحراري ويعدل المناخ بشكل كبير.
ولفت إلى أن "النبات يحتوي على معدل عالٍ من نمو الجذور وهو يقوم بتثبيت ترب السواحل ومقاومة الانجراف، والتيارات المائية".
ويقول: إنه "في حال ارتفاع مستوى مياه البحر كما هو متوقع بعد 15 عامًا فإن هذا النبات سيكون أشبه بمصدات للسواحل وبالتالي التقليل من ارتفاع المياه".
وألمح الربيعي، إلى أن الحكومة المحلية دعمت زراعة 20 ألف شتلة من نبات المانغروف حتى مارس/ آذار 2023، إضافة إلى تهيئة مناطق الزراعة ومشاتل حاضنة.
عادت إلى السطح بعد أن بقيت مغمورة عشرات السنين.. الجفاف في #العراق يكشف عن مدينة أثرية @AnaAlarabytv pic.twitter.com/ZXRVkUDR4u
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 4, 2022
واستدرك قائلًا: "هناك خطة لزيادة العدد من نبات المانغروف للوصول إلى مليون شتلة من النبات ابتداءً من الشهر التاسع عام 2023 لتكون مناسبة لمواجهة المتغيرات المناخية".
وذهب الربيعي للقول: "هناك خطة لنقل النبات إلى محافظات أخرى والتوجه نحو البحيرات المالحة في العراق وخاصة أنه قد يكون حلًا لمشاكل تملح التربة والأراضي القاحلة".