يعد الهامبرغر أحد أكثر الأطعمة شعبية في العالم، حيث يتم تقديم ما يقرب من 50 مليار شطيرة سنويًا في الولايات المتحدة وحدها.
وعلى الرغم من أن عمر شطيرة لحم البقر المتواضعة من الناحية الفنية لا يزيد عن 100 عام، إلا أنه جزء من نسب أكبر بكثير، يرتبط برجال الأعمال الأميركيين، وجنود من الحرب العالمية الثانية، واللاجئين السياسيين الألمان، وتجار العصور الوسطى.
وصول لحم البقر المفروم إلى أميركا
بحسب موقع "هيستوري"، يعود تاريخ شطيرة اللحم المفروم إلى بادية تدجين الماشية وتحديدًا في بلاد ما بين النهرين منذ حوالي 10 آلاف عام، ومع نمو هامبورغ في ألمانيا، كمدينة تجارية مستقلة في القرن الثاني عشر، كانت أطباق لحوم البقر شائعة جدًا هناك.
وانتقالًا إلى عام 1848، هزت الثورات السياسية 39 ولاية من الاتحاد الألماني، أدت إلى زيادة الهجرة الألمانية إلى الولايات المتحدة.
ومع هجرة الشعب الألماني جاء الطعام الألماني إلى الولايات المتحدة، حيث ازدهرت المطاعم الألمانية في المدن الأميركية، وقدم الجزارون مجموعة من أطباق اللحوم التقليدية.
فهامبورغ كانت معروفة كمصدر للحوم البقر عالية الجودة، لتبدأ المطاعم في أميركا بتقديم شرائح اللحم المفروم المشوية "على غرار هامبورغ".
أما في منتصف القرن التاسع عشر، فكان تحضير اللحم البقري النيئ المفروم في أميركا وصفة صحية شائعة لمشاكل الجهاز الهضمي، بعدها اقترح الطبيب جيمس سالزبوري عام 1867 من نيويورك أن فطائر اللحم البقري المطبوخة قد تكون صحية تمامًا، وسرعان ما تبنى الطهاة والأطباء على حد سواء وصفة "سالزبوري ستيك".
وفي الوقت نفسه تقريبًا، أصبحت أول مطاحن اللحوم للاستخدام المنزلي متاحة وشائعة على نطاق واسع، مما مهد الطريق لأن يصبح اللحم المفروم متاحًا بسهولة في المنازل الأميركية.
تحول الهامبرغر إلى ثقافة أميركية
وتحول الهامبرغر من طبق إلى شطيرة في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر، على الرغم من أن موقع هذا التحول محل خلاف كبير، حيث تروج الروايات الأميركية أن أكشاك الطعام في ويسكونسن وكونيتيكت وأوهايو ونيويورك وتكساس هي مهد الهامبرغر.
ولكن بغض النظر عن نشأته، وجدت الهامبرغر أول جمهور واسع لها في معرض سانت لويس العالمي 1904، والذي عرّف أيضًا ملايين الأميركيين على أطعمة جديدة مثل الوافل، وحلوى القطن، وزبدة الفول السوداني، والشاي المثلج.
وتطورت شطيرة الهامبرغر لتصل إلى شكلها الحالي مع تنامي المطاعم المخصصة لهذه الوجبة حتى الآن.
فبقيادة "ماكدونالدز" الذي أبصر النور عام 1955 وغيره من سلاسل مطاعم الوجبات السريعة، سرعان ما انتشرت الهامبرغر على الطريقة الأميركية على مستوى العالم.
وساعد في هذا الانتشار بادئ الأمر، مشاركة الملايين من أعضاء القوات المسلحة الأميركية في الحرب العالمية الثانية ووجودهم في عدد من الدول، وفق موقع "هيستوري".