Skip to main content

تحقيق مشترك مع الجيش.. ما تداعيات الهجوم على "اليونيفيل" جنوبي لبنان؟

الجمعة 16 ديسمبر 2022

أعلنت بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل"، فتح تحقيق بالتنسيق مع الجيش اللبناني، في الهجوم الذي أدى إلى مقتل أحد جنودها وإصابة 3 آخرين جنوبي لبنان.

وقُتل أحد عناصر الكتيبة الهولندية العاملة ضمن قوات "اليونيفيل" في إطلاق نار جنوبي لبنان، في حادث هو الأول من نوعه في لبنان، ووصفته الأوساط السياسية والأمنية بـ"الأخطر".

ولا تزال ملابسات الحادث غامضة، فيما أُعلن أن الجندي القتيل أُصيب برصاص مسدس حربي في منطقة العاقبية في الصرفند، خارج نطاق عمل قوات الطوارىء المحصور بجنوبي الليطاني.

وقال أهالي المنطقة إن الدورية سلكت طريقًا فرعيًا، فتمّ الاعتراض على ذلك؛ وعندما لم تمتثل، حصل إطلاق النار.

ولا يرى كثيرون أن هذه الأسباب تبرّر عملية إطلاق النار، بل يربطها سياسيون ومحلّلون بمضمون قرار مجلس الأمن الأخير الذي منح صلاحيات إضافية لقوات "اليونيفيل"، حيث باتت قادرة على تنفيذ المداهمات والتفتيشات من دون مؤازرة الجيش اللبناني؛ وهو ما يلقى اعتراضًا من "حزب الله" الذي لوّح أمينه العام حسن نصرالله قبل أشهر بأن القرار "لن يمرّ".

واعتبر كثيرون أن الرسالة الدموية تزيد المشهد اللبناني "تعقيدًا، وتُنذر بإشكالات أمنية كانت قد شهدتها مناطق جنوبية عدة خلال الأشهر الماضية بين قوات "اليونيفيل" والأهالي. لكن تداعيات حادثة الخميس ستكون أخطر في ظل تأزم سياسي مفتوح على كل الاحتمالات.

هل كان إطلاق النار خطأ غير متعمّد؟

وأوضح خليل نصرالله، الصحفي اللبناني، أن المعلومات المؤكدة تُظهر أن إطلاق النار حصل خلال الإشكال، أي أنه لم يكن هناك كمين مسلّح كما حاولت بعض الأوساط الإعلامية العالمية الترويج له.

وقال نصرالله، في حديث إلى "العربي"، من بيروت، إن سلوك قوات "اليونيفيل" طريقًا مغايرًا لطريقها المعتاد أحدث شبهة لدى بعض الأهالي في المنطقة، ما أدى إلى عملية تضارب جرت خلالها عملية إطلاق النار.

وشرح أن بعض المعلومات تتحدّث عن أن أحد الجنود في الكتيبة الإيرلندية أطلق النار خلال الاشتباك، ما أدى إلى تطوّر الأمر، وهو ما ستكشفه لاحقًا التحقيقات القضائية.

ونفى نصرالله أن تكون هناك سيطرة أمنية كاملة لحزب الله في الجنوب اللبناني، بدليل أن الجيش اللبناني ومختلف الأجهزة الأمنية اللبنانية يتواجدون في المنطقة.

وأوضح أن حديث حزب الله عن أن إطلاق النار كان "خطأ غير متعمّد ولا علاقة لحزب الله بالحادث" صدر عن رئيس وحدة الارتباط في "حزب الله" الحج وفيق صفا، والذي لديه ارتباطات مع الجهات الأمنية اللبنانية وقوات "اليونيفيل" التي تربطها علاقات جيدة مع "حزب الله"؛ وبالتالي، فإنه أشار إلى أنه لا يُمكن اتهام "حزب الله" بهذه الحادثة.

وحول إعطاء "اليونيفيل" صلاحيات للمداهمة من دون مؤازرة الجيش اللبناني، قال نصرالله إنه بعد تمرير القرار في مجلس الأمن، عقد "حزب الله" اجتماعًا مع قوات "اليونيفيل" أكد خلاله قائد قوات حفظ السلام أن الآليات القديمة لعمل قواته ستبقى سارية المفعول أي أن الدوريات جنوب نهر الليطاني ستتمّ بمؤازرة الجيش اللبناني.

واعتبر أن القرار الدولي مدفوع من قبل الولايات المتحدة تحقيقًا لمطالب إسرائيلية، وبالتالي على الدول التي تعمل قواتها في جنوب لبنان مراجعة الأميركيين وأن لا تسمح لهم بممارسة الضغوط وتحويل مهام جنودها إلى مكان آخر.

المصادر:
العربي
شارك القصة