حمل عام 2022 أحداثًا رياضية تاريخية وخلف في ختامه مشاهد لا يمكن تخطيها، أبرزها كأس العالم في قطر الذي فاق التوقعات تنظيمًا وإثارة، بالإضافة إلى تتويج الأرجنتين بعد سنوات طويلة، لكن الموت خطف أسطورة لعبة كرة القدم بيليه في أيام 2022 الأخيرة.
ماذا في محصلة عام 2022 الرياضية؟
يناير/ كانون الثاني
تسبب قرار إعفاء النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش من شرط تلقي اللقاح الخاص بكوفيد - 19، والسماح له بدخول أستراليا للمنافسة على بطولتها الكبرى المفتوحة في كرة المضرب، بجدل كبير حسمته المحكمة الاتحادية بالبلاد.
وأيدت المحكمة قرارًا حكوميًا بإلغاء تأشيرة نجم التنس لتنهي آمال المصنف الأول عالميًا في المنافسة ببطولة أستراليا المفتوحة والفوز باللقب الكبير رقم 21 وتسجيل رقم قياسي عالمي جديد، في قضية طغت على سواها من الأحداث الرياضية في الشهر الأول من العام.
فبراير/ شباط
توج منتخب السنغال لكرة القدم بطلًا لكأس الأمم الإفريقية لأول مرة في تاريخه، على حساب منتخب مصر في نهائي مثير، جمع المنتخبين في الكاميرون التي استضافت بطولة صاخبة.
وحمل تنظيم الكاميرون الكثير من علامات الاستفهام حول قدراتها التنظيمية، وكذلك رافقتها أخطاء تحكيمية في عدة مباريات. واستقبل السنغاليون أبطالهم باستقبال شعبي مهيب لم تشهده البلاد من قبل.
وحمل هذا الشهر قرارات غير مسبوقة من الاتحاد الدولي والأوروبي للعبة كرة القدم، حيث تم إقصاء المنتخبات الروسية والبيلاروسية عن المسابقات في اللعبة، وتم توقيف الأندية في البلدين، في موقف من مسؤولي اللعبة ضد الهجوم الروسي على أوكرانيا، ما أثار جدلًا واسعًا حول ازدواجية المعايير في الاتحادات الرياضية من القضايا السياسية.
وطالت تلك القرارات شتى القطاعات الرياضية، بما في ذلك الألعاب الفردية. وشملت القرارات نقل المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، المقررة في سان بطرسبرغ الروسية إلى باريس كإجراء عقابي أيضًا.
"لا سياسة في الرياضة" بعد فرض عقوبات رياضية على #روسيا، هل اتبعت المؤسسات الرياضية العالمية الأمر نفسه مع قضايا #فلسطين و #سوريا والإيغور؟ #أوكرانيا pic.twitter.com/R990ckarak
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) February 28, 2022
هذا الشهر، انطلقت الألعاب الأولمبية الشتوية وسط مخاوف من مقاطعة واسعة للصين، جراء قمعها الأقلية المسلمة الإيغورية، وأجريت الألعاب في فقاعة رياضية ضخمة خوفًا من جائحة فيروس كورونا، وانتهت بتصدر النرويج لعدد من الميداليات المحققة، فيما حلت ألمانيا ثانية، والصين ثالثة، واكتفت الولايات المتحدة بالمقاطعة من خلال عدم وجود مسؤولين مرافقين لبعثتها الرياضية.
وسرقت المراهقة كاميلا فالييفا الأضواء في أولمبياد بكين الشتوي بسبب فضيحة منشطات. وأصبحت الروسية البالغة من العمر 15 عامًا أول امرأة تحقق قفزة رباعية في تاريخ الأولمبياد، لتساهم في فوز روسيا بذهبية منافسات الفرق في التزحلق الفني على الجليد.
لكن في خضم الحدث، علمت بأن فحصًا للمنشطات خضعت له في أواخر 2021 جاءت نتيجته إيجابية، بيد أن محكمة التحكيم الرياضي سمحت لها بالمشاركة في المنافسات الفردية التي كانت أبرز المرشحات لحصد ذهبيتها، لاعتبارها قاصرة، لكن من دون تبرئتها من المنشطات. فسقطت مرات عدة جرّاء الضغط النفسي وحلّت رابعة.
انتهت التصفيات المؤهلة لكأس العالم بكرة القدم، بصدمة كروية كبرى لإيطاليا التي أقصيت عن نهائيات كأس العالم في قطر للمرة الثانية على التوالي بعد مونديال روسيا 2018، وذلك بعد أن سقط المنتخب الفائز ببطولة أوروبا 2020 أمام منتخب مقدونيا بهدف دون رد.
وفشلت كل من مصر والجزائر بالالتحاق بركب المتأهلين إلى كأس العالم كذلك، بعد أن كررت السنغال فوزها بضربات الترجيح على مصر، وسقط منتخب "مقاتلي الصحراء" بالدقائق الأخيرة، في مباراتين شهدتا الكثير من الأحداث، لا سيما مباراة مصر والسنغال التي أقيمت في دكا، وتخللها استعمال أقلام اللايزر بطريقة كثيفة في وجه لاعبي مصر.
أبريل/ نيسان
قدمت قطر أول لمحة عن قدراتها التنظيمية حين استضافت قرعة كأس العالم، وسط حفل مبهر، كشفت خلاله عن تعويذة المونديال، وأغاني البطولة.
وقرر في الشهر نفسه، منظمو بطولة ويمبلدون لكرة المضرب حظر مشاركة اللاعبين الروس بقرار استكمل العقوبات الرياضية التي فرضت على موسكو.
مايو/ أيار
عاد نادي ميلانو الإيطالي إلى التربع على عرش الكرة الإيطالية، بفوزه بلقب الدوري بعد 11 عامًا من المحاولات، سيطر خلالها نادي يوفنتوس، وانتهى الموسم الماضي بفوز إنترميلان، غريم البطل الجديد.
اندلعت الفوضى في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في 28 مايو في العاصمة الفرنسية باريس، عندما لم يتمكن الآلاف من مشجعي ليفربول الإنكليزي من الوصول إلى الملعب لمشاهدة المباراة ضد ريال مدريد الإسباني.
وتعرض المشجعون من حاملي التذاكر لهجوم بالغاز المسيل للدموع من قبل الشرطة، وانتهت المباراة بتحقيق "الميرنغي" لقبه الرابع عشر في البطولة، بعد فوزه بـ 1-0.
يونيو/ حزيران
في مشهد خاطف للأنفاس، أُنقذت الأميركية أنيتا ألفاريس بشكل دراماتيكي من قاع المسبح من قبل مدربتها الإسبانية أندريا فوينتس، بعد أن أغمي عليها خلال أدائها ضمن منافسات السباحة الإيقاعية في بطولة العالم للسباحة في العاصمة المجرية بودابست.
وتعافت ألفاريس لكن لم يُسمح لها بإكمال مشاركتها في البطولة.
US swimmer #AnitaAlvarez saved from drowning by coach #AndreaFuentes pic.twitter.com/KGMUopzOIs
— DNA (@dna) June 24, 2022
يوليو/ تموز
أصبحت التونسية أُنس جابر أول عربية وإفريقية تبلغ نهائي الفردي في ويمبلدون للتنس بالفوز على الألمانية تاتيانا ماريا، لكنها خسرت النهائي بعد أداء مشرف أمام الكازاخية إيلينا ريباكينا.
ونجح اللاعب الصربي نوفاك ديوكوفيتش في الفوز بلقبه السابع في البطولة نفسها، ليرفع رصيده إلى 21 لقبًا في البطولات الكبرى. وحقق ديوكوفيتش الفوز على حساب الأسترالي نيك كيريوس.
وحقق منتخب إنكلترا للسيدات بطولة كأس الأمم الأوروبية، وهي البطولة الكروية الثانية التي يحققها المنتخب في تاريخ المسابقات الدولية، بعد كأس العالم 1966 للرجال، الأمر الذي جعل البلاد تزحف في استقبال شعبي كبير للسيدات الفائزات على ألمانيا 2-1 في المباراة النهائية.
أغسطس/ آب
فريق ريال مدريد يواصل تألقه ويحرز بطولة كأس السوبر الأوروبي للمرة الخامسة في تاريخه، على حساب فريق فرانكفورت الألماني بنتيجة 2-0
سبتمبر/ أيلول
أعلن أسطورة لعبة كرة المضرب السويسري روجر فيدرر اعتزاله النهائي، في خبر لقي أصداء عالمية كبيرة، وتداعى نجوم الرياضة والفن، وكذلك قادة العالم إلى التعليق عليه. وتلقى السويسري رسائل تعاطف وتقدير على مسيرته التاريخية في اللعبة.
ورغم اعتزاله، احتفظ فيدرر بالرقم القياسي لتصدر التصنيف العالمي في 237 أسبوعًا متتاليًا، ولم ينقص مسيرته المبهرة سوى الميدالية الذهبية بالفردي في الأولمبياد، إذ خسر نهائي 2021 أمام آندي موراي.
وأنهى مشواره بالحصول على 103 ألقاب، وهو ثاني أكثر لاعب تتويجًا في التاريخ، بعد جيمي كونورز، كما وصل إلى 137 نهائيًا.
أكتوبر/ تشرين الأول
فاز الفرنسي كريم بنزيما مهاجم نادي ريال مدريد الإسباني، لأول مرة في تاريخه، بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، خلال حفل الذي أقيم في العاصمة الفرنسية باريس. ونال بنزيما الجائزة بعدما قاد ريال مدريد لحصد لقبي دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني الموسم الماضي.
وفي الأول من أكتوبر، وقعت مأساة في ملعب مالانغ الإندونيسي، خلال مباراة بين فريقي بيرسيبايا سورابايا وأريما إف سي، خلال الأسبوع الـ11 من الدوري الإندونيسي.
فعقب انتهاء المواجهة، نزل مؤيدو فريق أريما إف سي، الذي خسر بنتيجة 3-2، إلى أرض الملعب، ما دفع قوات الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع.
هذه المشاحنات التي حصلت، ومحاولة الجماهير الهروب من الملعب، أدت إلى تدافع كبير، راح ضحيته أكثر من 150 شخصًا، لتكون إحدى أسوأ الكوارث في تاريخ كرة القدم.
نوفمبر/ تشرين الثاني
بحفل مبهر، افتتحت قطر بطولة كأس العالم، وسط إشادات واسعة بالتنظيم والانضباط، وعاش العالم كله أحداثا شيقة وإثارة غير مسبوقة في بطولة انتهى الدور الأول فيها بمفاجآت عدة، أبرزها خروج منتخبي ألمانيا وبلجيكا من المسابقة، وتصدر منتخب المغرب مجموعته، وتحقيق السعودية وتونس فوزين تاريخيين على كل من الأرجنتين وفرنسا، لكن ذلك لم يكن كافيًا لتأهل المنتخبين العربيين.
ديسمبر/ كانون الأول
انتهى مونديال قطر بفوز الأرجنتين باللقب على حساب فرنسا في مباراة صنفت الأجمل بتاريخ المباريات النهائية بالمسابقة، حيث تعادل الطرفان 3-3 بعد تمديد الوقت، ثم نجحت الأرجنتين بحسم اللقاء بضربات الترجيح، ليعتلي ميسي مرتدياً "البشت" العربي القطري، منصة التتويج ويرفع الكأس الذي توج به مسيرته الدولية.
وكان الفرنسي كيليان مبابي، أول لاعب يسجل ثلاثية في المباراة النهائية للبطولة، ليدخل التاريخ مع جائزة هداف البطولة بـ8 أهداف.
أما الإنجاز غير المسبوق، والمفاجأة الكبرى فتمثلت بوصول منتخب المغرب إلى المربع الذهبي للبطولة، وهي المرة الأولى التي يصل فيها منتخب عربي وإفريقي لدور نصف النهائي، وحل أسود الأطلس في المركز الرابع، وتم تقليدهم أوسمة ملكية وسط احتفال شعبي مبهر في الرباط.
لم ينته العام بتلك المتعة والأفراح التي شهدتها بطولة كأس العالم، إذ فقدت اللعبة واحدا من أعظم أساطيرها، حيث توفي البرازيلي بيليه بعد معاناة مع مرض السرطان، ليرثيه قادة العالم ومشاهير الرياضة والفن، وسط حداد رسمي في بلاده.