تختتم اليوم الأحد فعاليات معرض الإلكترونيات الاستهلاكية 2023 في لاس فيغاس الأميركية، حيث تعد هذه الفعالية أهم حدث على صعيد التكنولوجيا والذي تنتظره شركات التقنيات الكبرى.
وضم هذا البرنامج في هذا العام تحديدًا سيارات ذاتية القيادة وقوارب وطائرات كهربائية، وأجهزة متنوعة وآلات زراعية متصلة بالإنترنت تتمتع بذكاء اصطناعي، بالإضافة إلى تطبيقات عالم الميتافيرس، حيث شارك في المعرض مئة شركة من 147 دولة ووزارة، أيضًا وأكثر من 100 ألف زائر.
وجاء المعرض في وقت سلط فيه الضوء على فئة إنترنت جديدة تسمى "ويب ثلاثة" الجيل الجديد من الإنترنت المتضمنة عالم الميتافيرس الموازي.
واحتلت الابتكارات الصحية موقعًا مهمًا أيضًا، بدءًا من الإكسسوارات المتصلة بالإنترنت على مدار الساعة إلى أحدث الابتكارات في خدمة أطباء الطوارئ، إذ تم الكشف مثلًا عن أول جهاز تعقب دائم للياقة البدنية يرتدى في المعصم.
ويتوقع مسؤولو برمجيات أنه بحلول عام 2040 سيكون لدى حوالي 40% من المركبات على الطريق أنظمة تشغيل معلوماتية يمكن تحديثها عن بعد، فكان للسيارات أيضًا نصيب وافر في المعرض.
وعرضت الفعالية إنسانًا آليًا صغيرًا يعمل بالذكاء الاصطناعي يتعلم من مستخدمه بدقة عن طريق الإيماءات اليدوية والأوامر الصوتية.
وتوضح ناديا جولياني وهي مسؤولة في شركة تكنولوجية أن الهدف من العرض التوضيحي هو إظهار إمكانية وصول جميع الأشخاص إلى الذكاء الاصطناعي بطريقة سهلة للغاية، مضيفة: "يمكنك تعليم الروبوت القيام بشيء ما فقط من خلال الإيماءات والصوت".
ومن المعروضات اللافتة أيضًا قارب كهربائي للتحليق فوق الماء وغير ذلك كثير، في معرض يستشرف المستقبل الذي يتوق المخترعون لتطويره بغية خدمة البشرية.
"قمة تقنية تكنولوجية"
وفي هذا الإطار، يصف الخبير التقني والمختص في أمن المعلومات رائد سمور، معرض الإلكترونيات الاستهلاكية 2023 بأنه قمة تقنية تكنولوجية على مستوى العالم، مشيرًا إلى مشاركة العديد من الشركات الأميركية والأوروبية والصينية في المعرض.
وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة الأردنية عمّان، يرى سمور أن ما تم عرضه من خلال الفعالية يمس كافة مناحي حياة الإنسان من السيارات إلى كاميرات المراقبة والاستشعار عن بعد، وإلى الطبيعة، بالإضافة إلى تقنيات الصحة البشرية، والتقنيات المختصة بالأمومة والأبوة والأطفال.
ويلفت إلى أن التقنيات الحديثة هي متسارعة لكنها في الوقت ذاته تسعى إلى ربح سريع، بسبب الميزانيات الضخمة التي تصرف على الأبحاث، موضحًا أن السيارة ذات القيادة الذاتية التي تصنع في اليابان تختلف تمامًا عن تلك التي تصنع في مناطق الشرق الأوسط التي تحتوي على طرقات جبلية وتتساقط فيها الثلوج.
ويشير سمور إلى أن العالم يشهد ثورة كبيرة جدًا في السيارات ذاتية القيادة، مشيرًا إلى أن كاميرات الاستشعار الموجودة في هذه السيارات ملفتة بالإضافة إلى أنظمة التشغيل الخاصة بالسيارات وعملية تطوير وتحديث الأنظمة داخل السيارة حتى أثناء قيادتها.
ويعرب عن اعتقاده أن هذا التطور يشكل نوعًا من أنواع التحدي الكبير من جهتين تقنية، وأمن معلوماتي مشيرًا إلى عمليات الاختراق وتوجيه السيارة عن بعد وإمكانية حصول حوادث مصطنعة وحوادث اغتيال مصطنعة وعمليات لا يحمد عقباها من خلال التقنيات.
وحول الجيل الجديد من الإنترنت، يوضح سمور، أن "ويب ثلاثة" هي شبكة موازية تتعامل مع الميتافيرس وتقنياته، مشيرًا إلى أن هذه التقنية لا تزال في مرحلة "الحضانة الأولى"، لأنه إلى حد الآن لا توجد إلا شركتان في العالم أصدرتا أجهزة خاصة تتعامل مع الميتافيرس والذكاء الاصطناعي.