العالم يترقب منتدى دافوس.. أي العناوين التي تحتل أولوية النقاشات؟
تلتقي النخب السياسية والاقتصادية العالمية، الأسبوع المقبل، في دافوس طامحة إلى "التعاون في عالم مشرذم" ما بين الحرب في أوكرانيا والاختلال المناخي، والعولمة التي تواجه أزمة وجودية.
رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بورغه بريندي، أعلن خلال إحاطة صحافية هذا الأسبوع أن القمة التي تجري في منتجع الألب السويسرية، تنعقد هذه السنة "في ظل وضع جيوسياسي وجيواقتصادي هو الأكثر تعقيدًا منذ عقود".
ويساهم تفشي وباء كوفيد-19 والخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والهجوم الروسي على أوكرانيا في السنوات الأخيرة في تزايد الشقاقات الجيوسياسية، وتصاعد السياسات الحمائية.
وعاد المؤتمر الشهير للانعقاد السنة الماضية، بعد عامين من التوقف جراء جائحة فيروس كورونا، وهو الأول من نوعه منذ انطلاقه عام 1974،
"سياسات أنانية"
مؤسس المنتدى كلاوس شفاب رأى أن "أحد الأسباب الرئيسية لهذه الشرذمة هو نقص في التعاون" ما يؤدي إلى اعتماد "سياسات قصيرة الأمد وأنانية"، منددًا بـ"حلقة مفرغة". وحمل هذا الوضع البعض على التساؤل حول مستقبل العولمة التي تشكل منذ نصف قرن محور فلسفة دافوس.
وقالت كارين هاريس الشريكة والخبيرة الاقتصادية في مكتب الاستشارات باين أند كومباني لوكالة "فرانس برس"، إنه كان هناك في وقت ما "أمل بالعودة إلى الوضع الاعتيادي السابق، وضع عالم معولم إلى حدّ ما".
وأضافت: "أعتقد أن ثمة إقرارا اليوم بأن هذه الحقبة في طور الانتهاء" حتى لو أنه سيبقى منها نقاط تعاون "حول مجموعة أكثر انحسارًا من المسائل".
ورأت أنه "حتى مسألة المناخ تتحول إلى معركة أكثر انعزالية"، مشيرة بهذا الصدد إلى "قانون الحد من التضخم" الذي ينص على مساعدات كبرى للشركات المتمركزة في الولايات المتحدة في قطاع السيارات الكهربائية والطاقات المتجددة، وضرائب الكربون على الحدود التي يجري اعتمادها في أوروبا.
الحرب في أوكرانيا
بعد حوالي عام على بدء بداية الحرب الروسية الأوكرانية، من المتوقع أن يحتل النزاع وانعكاساته على السياسات العالمية في مجالي الطاقة والدفاع، حيزًا كبيرًا في مناقشات دافوس.
وفيما سترسل أوكرانيا وفدًا لتمثيلها في المؤتمر، وسيلقي رئيسها فولوديمير زيلينسكي كلمة عبر الفيديو، ستتغيب روسيا عن المنتدى للسنة الثانية على التوالي.
المنتدى سيشكل مناسبة للمسؤولين الأوكرانيين للتوجه إلى مئات الشخصيات السياسية الكبرى مثل المستشار الألماني أولاف شولتس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إضافة إلى حوالي 600 رئيس شركة والعديد من وسائل الإعلام، وممثلين عن المجتمع المدني من منظمات غير حكومية، وباحثين وحتى نجوم بينهم الممثل إدريس إلبا ومغنية السوبرانو رينيه فليمينغ.
المناخ
ومن المواضيع الأساسية المطروحة للبحث أيضًا المناخ، إذ يسعى المنظمون لأن تساعد المباحثات في التمهيد للمفاوضات العالمية المقبلة في إطار مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب28)، والمقرر عقده في نهاية السنة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
في المقابل، يعتزم ناشطون اغتنام الاجتماع لتذكير الدول الغنية، ومجموعات الطاقة بضرورة تمويل انتقال الدول النامية في مجال الطاقة وتسديد التعويضات عن الكوارث الطبيعية المواكبة لتغير المناخ.
ودعت "الشبيبة الاشتراكية السويسرية" إلى التظاهر، يوم الأحد في دافوس، للمطالبة بفرض "ضريبة تستهدف الأثرياء من أجل البيئة وشطب ديون" دول الجنوب.
إلا أن أبرز النشاطات في دافوس ستجري كما في كل سنة في الكواليس، إذ يغتنم رؤساء الشركات والمستثمرون والسياسيون وجودهم في المكان ذاته لإجراء مشاورات على هامش المؤتمر الرسمي.