بعد مفاوضات شاقة ومتعثرة، أقر المجتمعون في مؤتمر المناخ في شرم الشيخ إنشاء صندوق تمويل للأضرار المناخية التي تتكبدها الدول الفقيرة.
خيبة أمل وإخفاق لم يحقق نتائج على قدر التوقعات، كانت هذه أغلب العبارات التي سادت تصريحات المسؤولين المجتمعين عقب اختتام مؤتمر المناخ الـ27 في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وجاء محور الملف الرئيس، وهو خفض انبعاثات الغازات الدفيئة مخيبًا للآمال وفق تصريحات أممية وأوروبية، ولم يحدد أهدافًا جديدة مقارنة بقمة غلاسكو في أسكوتلندا.
فوفقًا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يحتاج العالم إلى خفض كبير لهذه الانبعاثات وهي مسألة لم يعالجها البيان الختامي لمؤتمر شرم الشيخ بالقدر الكافي.
كما أن ممثلي الاتحاد الأوروبي أشاروا بوضوح إلى البلدان الأكثر تلويثًا للبيئة والتي لم يبد ممثلوها التزامًا بشأن خفض مستوى الانبعاثات فيها.
وتأتي هذه النتائج بعد 7 سنوات من اتفاق باريس الذي دخل حيز التنفيذ عام 2016، بعد تعهدات من الدول المشاركة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، وأن تقتصر زيادة درجة الحرارة العالمية على درجتين مئويتين.
إذًا هي خطوات بطيئة لا تجعل من هدف العيش في عالم منخفض الكربون ممكنًا، إذ لا يمكن تحقيقه في ظل غياب التزام كامل بقواعد اتفاق باريس.
وبالرغم من الترحيب الأممي بقرار إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، فإنه غير كاف وفق غوتيريش ويلتقي في هذه النقطة الأمين العام للأمم المتحدة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وصفها بغير المناسبة، متسائلًا عن مصادر التمويل وحوكمتها.
في غضون ذلك، بات تحفظ الدول الغنية واضحًا بشأن حسم ملف تمويل الخسائر والأضرار لدول الصفوف الأمامية في أزمة المناخ الذي قد يفتح بابًا أمام تعويضات قد لا يمكن غلقه.
وتدرك الدول الصناعية أنها المسؤول الأول أمام قضية التغير المناخي وتبعاته على دول الجنوب، ومنه احتمال غرق مدن ساحلية والتسبب في خلل النظام البيئي البحري غرب المتوسط، ومجاعة تهدد ملايين البشر في منطقة القرن الإفريقي، بسبب الجفاف والارتفاع الشديد لدرجات الحرارة.
مخرجات ضعيفة
وفي هذا الإطار، توقف الخبير في شؤون البيئة والتصحر عادل المختار عند كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي طالب فيها باسم المؤتمر بإيقاف الحرب الروسية على الأوكرانية التي أثرت على اقتصاديات العالم، وأجبرت دول أوروبا على استخدام الفحم، الأمر الذي أدى لتدهور الوضع البيئي.
وأضاف في حديث لـ"العربي" من مدينة أربيل العراقية، أن مخرجات المؤتمر كانت ضعيفة جدًا، لافتًا إلى أن صندوق التعويضات كان أهم مراجعة لمنجزات المؤتمر، خاصة وأن رئيس المؤتمر السابق أوضح أنه هناك منجزات كبيرة وأنه في عام 2030 ستخفف الانبعاثات إلى 12%، معتبرًا أن هذه التصريحات غير صحيحة لأن مؤشرات مؤتمر شرم الشيخ ضعيفة جدًا.
وتابع المختار أن إحدى أهم المخرجات ستكون في كوب 28 في الإمارات، لتحديد نسبة الإنجاز، مشيرًا إلى أن العالم لا زال بعيدًا عن التنفيذ والالتزام كما أن التبرعات ضعيفة.
واعتبر الاتفاق الذي ينص على تمويل الأضرار اللاحقة بالدول الفقيرة من التغير المناخي اتفاقًا بروتوكوليًا لإنجاح المؤتمر، والدليل على ذلك هو تأجيل اختتام المؤتمر لمدة أقل من 48 ساعة من أجل إيجاد فكرة أصلح للبيان الختامي، مشيرًا إلى أن أكثر الدول كانت معارضة لإنشاء صندوق التبرعات.
وشدد المختار على ضرورة أن يكون هناك إجراءات عملية، لأن العالم في مرحلة خطرة، مشيرًا إلى غياب الإجراءات العملية سواء في غلاسكو وشرم الشيخ، متمنيًا نجاح في المؤتمر القادم في الإمارات.