الجمعة 20 Sep / September 2024

مع انطلاقه.. الانتقادات تتعالى للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس

مع انطلاقه.. الانتقادات تتعالى للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس

شارك القصة

نافذة على "العربي" تناقش دور منتدى دافوس في المساهمة في حل الأزمات الدولية (الصورة: الأناضول)
يناقش المجتمعون في دافوس ملفات التضخم والطاقة والغذاء وتغير المناخ إلا أن الطابع السياسي لم يغب عن المنتدى وسط أزمات صحية واقتصادية وأمنية.

انطلقت اليوم الإثنين، أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، بمدينة دافوس في سويسرا، وسط غياب روسي صيني، وفي ظل تواصل الحرب في أوكرانيا التي أثرت على الطاقة في العالم، إضافة إلى الأزمة الغذائية والتغيير المناخي.

وانطلق المنتدى تحت شعار "التعاون في عالم مجزأ"، بمشاركة أكثر من 2500 شخصية، بينهم 52 رئيس دولة وحكومة، ووزراء مالية ومدراء بنوك، ويستمر حتى 20 من الشهر الجاري.

انتقادات واسعة

وشهدت منطقة دافوس، احتجاجات قبيل انطلاق منتدى الاقتصاد العالمي، من قبل نشطاء بيئة، تجمعوا في ساحة البريد بدافوس، أمس الأحد، رافعين لافتات بمختلف اللغات، تنتقد منتدى الاقتصاد العالمي وتدعو إلى التركيز على التغيّر المناخي.

وتلاحق المنتدى انتقادات لاعتباره محفلًا حواريًا للأثرياء، وانتقاد شركات النفط واتهامها باختطاف وجهة المنتدى لتحقيق مصالحها لا سيما في القضايا التي تتعلق بالمناخ.

كما هناك مطالبات لتمويل الدول الغنية للدول النامية لتأمين انتقالها في مجال الطاقة وتسديد التعويضات عن الكوارث الطبيعية التي أصابتها.

ويناقش المجتمعون برنامجًا متعدد العناوين أبرزها ملفات التضخم والطاقة والغذاء وتغير المناخ إلا أن الطابع السياسي لم يغب عن المنتدى وسط أزمات صحية واقتصادية وأمنية أثرت على سلاسل الإمداد الغذائية جراء حرب أوكرانيا وارتفاع أسعار السلع وتعقد المشهد السياسي في العالم وما رافقه من التهديد بحرب نووية وسط شرخ كبير بين موسكو والغرب.

نظام متحكم

وفي هذا الإطار، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية والاقتصادية رائد المصري أنّ المنتدى يتعلق بعمل رجال الأعمال ووضع خطط اقتصادية بما يحقق الأرباح والمصالح الذاتية وفق نظام "نيوليبرالي المعولم".

ويعتبر في حديث إلى "العربي"، من لوسيل، أنّ هؤلاء استفادوا من النظام الاقتصادي وبدأوا بمراكمة الأرباح بشكل جنوني، مؤكدًا أنّ هذا الأمر تسبب في توترات على مستوى العالم.

كما يشير إلى أنّ هذه الوضعية قد تسببت في إيجاد "هوة سحيقة" ما بين النخب وبقية الشعوب، ما سبب ضعفًا في الطبقات الوسطى في كل دول العالم، لا سيما أن الطبقة المتوسطة كانت صمام أمان كل حركات الشعوب ولكل التوترات.

"التغريد خارج السرب"

ويوضح أستاذ العلوم السياسية أنّ الاستمرار بهذا النظام وبهذه الربحية الصرفة من دون مراعاة حقوق الإنسان والبيئة والمناخ قد أوجد الهوة، معتبرًا أن المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي "يغردون خارج السرب الشعبوي على مستوى العالم".

ويرى أنّ "التوصيات التي قد يخرج بها هؤلاء لا تنفع ولا يؤخذ بها على مستوى المناخ أو سياسة الطاقة".

كما يبين أنّ "القوة الفاعلة التي يجب أن تفرض نفسها لتصحيح الواقع الاقتصادي للعالم من ناحية الغذاء أو الطاقة والتضخم ورفع الفائدة غير قادرة على حلها دفعة واحدة، طالما أن الشركات الكبرى في الدول هي من تسيطر على إمكانيات الدولة وهي من تضغط على النخب السياسية الحاكمة، ولا سيما أن هؤلاء يأتون عبر مثل هذه المؤتمرات ووضعهم في مراكز القيادة لتنفيذ تلك السياسات الاقتصادية".

ويقول المصري: "إنه لا يمكن فرض الضرائب على الأغنياء، ولو حصل ذلك لجرى تجاوز كل الفروقات الطبقية في المجتمعات، وخاصة أن النظام الرأسمالي يطلق الحرية للعمل التجاري والربحي".

وخلص إلى أن "العلاقات من الإنتاج الدولي الحديثة أنشأت بالأساس لتعزيز المنطق السلعي الربحي، وبالتالي لا يمكن الخروج من هذا الواقع، رغم وجود أصوات تريد شق طريق لعلاقات إنتاج جديدة غير هذا النمط المعولم".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close