أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أنه بحث الملف السوري مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان "بشكل موسّع"، مشدّدًا على أهمية استمرار التعاون مع إيران عبر مسار أستانا.
وأضاف أوغلو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني في العاصمة التركية، أمس الثلاثاء، أن عملية التطبيع بين مؤسسات الاستخبارات التركية والنظام السوري قد بدأت بالفعل، وأن طهران وأنقرة تدعمان "وحدة الأراضي السورية".
كما لفت وزير الخارجية التركي إلى أن اللقاء المقبل بين أنقرة والنظام السوري، سيكون على مستوى وزيري الخارجية.
من جهته، أكّد عبد اللهيان أن بلاده "مسرورة جدًا من التقارب بين تركيا وسوريا"، لافتًا إلى أن "أي تطور إيجابي بين البلدين سيكون مفيدًا لمنطقتنا وبلدنا".
#مباشر | مؤتمر صحفي مشترك لوزير الخارجية التركي ونظيره الإيراني في أنقرة https://t.co/Bx7BZfvTix
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 17, 2023
الإستراتيجية التركية في الملف السوري
ويؤكد الباحث في مركز "سيتا" للدراسات مراد أصلان أن الملف السوري كان الأهم في الاجتماع بين تشاووش أوغلو وعبد اللهيان الذي استعرض قضايا إقليمية ودولية كثيرة، ما يدلّ على أن إستراتيجية تركيا ترتكز على التقارب لتيسير حلّ والوصول إلى تسوية سياسية كاملة للصراع السوري.
ويشدّد أصلان في حديث إلى "العربي"، من أنقرة، على أن تركيا تهدف أيضًا للحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا، معربًا عن اعتقاده بأن "هذا أقل ما يمكن أن تتفق عليه إيران وتركيا" حيث لا توجد مشكلة من هذا المنطلق بين الجانبين.
لكن أسلوب العمل الجاري الآن هو حول من عساه يحقق ذلك، وكيف يمكن للطرفين والنظام السوري أيضًا الدفع نحو قبول بعض التنازلات، وفق الباحث في مركز "سيتا" للدراسات.
الوساطة الإيرانية بين أنقرة والنظام السوري
أما عن ترحيب إيران بالتقارب بين تركيا والنظام السوري، فسببه وفق الدبلوماسي الإيراني السابق سيد هادي أفقهي تفضيل طهران معالجة القضايا الخلافية عبر الحوار السياسي، والمفاوضات عبر الطرق الدبلوماسية والسلمية.
ويردف في حديث إلى "العربي" من طهران: هذا يفرح ليس فقط الحكومات، بل شعوب المنطقة كلها.. كما أن ذلك يدل على أن الوساطة الإيرانية بين النظام السوري وأنقرة بدأت تؤتي ثمارها، لا سيما وأن الحكومتين رحبتا بمساعي إيران الحميدة".
في هذا السياق، يشير أفقهي إلى أن طهران لا تتطلع فقط إلى حجم الدور الذي تلعبه ومصالحها، وبالتالي لا تقلق من انحسار دورها إذا كان ذلك على حساب الأمن والاستقرار في المنطقة، فأولوية إيران اليوم وفق الدبلوماسي السابق حلّ هذا الملف.
ويصف أفقهي زيارة عبد اللهيان إلى أنقرة بـ"الناجحة جدًا"، قائلًا إن جولة وزير الخارجية الإيرانية مستمرة لاستكمال منظومة المصالحة بين تركيا والنظام السوري.