أعلن المخرج المصري أحمد عبد السلام أنه شرع في صنع فيلمه الأول "القاهرة-برلين"، مدفوعًا بمرارة الوحدة والفقد بعد أن غادر أصدقاؤه إلى خارج مصر الواحد تلو الأخر.
وأشار عبد السلام إلى أنه نفذ فيلمه، الذي عُرض اليوم الأحد، ضمن مهرجان الجونة السينمائي، تعبيرًا عن شعور الاغتراب وعدم التأقلم مع المجتمع لدى أبناء جيله.
وأوضح عبد السلام أنه عكف على الإعداد لفيلمه الأول منذ سنوات وتأرجح بين عدة أفكار عن السفر والعائلة والعلاقات، لكن مغادرة شخصية عزيزة عليه جدًا للخارج جعلت فكرة الفيلم أكثر وضوحًا في ذهنه وعجلت بخروجه للنور.
فقدان جواز سفر
ويتناول الفيلم قصة نور التي تقضي ليلتها الأخيرة بالقاهرة قبل السفر بلا عودة إلى ألمانيا. وبعدما تكتشف بالصدفة فقدان جواز سفرها تبدأ بمساعدة صديقها يوسف في رحلة استعادته من حقيبة صغيرة أضاعتها بمحطة مترو الأنفاق، وبداخلها بعض المتعلقات الشخصية والأوراق التي كانت تريد إخفاءها.
وقال عبد السلام: "لاحظت في جلسات مختلفة مع أصدقاء أننا لو كنا عشرة مجتمعين معًا فبيننا ما لا يقل عن ثمانية يريدون السفر للخارج سواء للعمل أو لاستكشاف العالم أو بدء حياة جديدة".
وأضاف: "تتعدد الدوافع والأسباب لكن النتيجة واحدة وهي الرحيل، ومع تزايد شعوري بالفقد؛ وجدت أن بداخلي ما أريد أن أحكيه للناس عن جيل غير قادر على التأقلم مع محيطه وقررت صنع الفيلم لأشارك الآخرين الحكاية".
الرغبة في السفر
وأوضح عبد السلام أنه اختار مع كاتب الفيلم أحمد حسني عدم الإشارة بوضوح إلى سبب معين لرغبة البطلة في السفر، لأن دوافع وأسباب كل شخص تختلف عن الآخر، فربما كانت علاقتها بحبيبها أو ربما التسلط الممارس عليها اجتماعيًا ممثلًا في مسؤول المفقودات البيروقراطي بمحطة مترو الأنفاق أو ربما رغبتها في تحقيق ذاتها.
وتخصص المخرج المصري (28 عامًا)، في الإعلام قبل أن يعمل مساعدًا للإخراج ببعض المسلسلات التلفزيونية والأفلام، وقرر لاحقًا الالتحاق بأكاديمية للفنون السينمائية في لندن للحصول على درجة الماجستير.
وقال: إن مشروعه السينمائي التالي هو فيلم طويل بالتعاون مع الكاتب أحمد محمد فرغلي سيواصل فيه طرح هاجس السفر والاغتراب لكن بمفهوم أشمل.