في وقت شهدت ألمانيا في السنوات الأخيرة العديد من الهجمات الإلكترونية المنسوبة إلى روسيا، أعلنت ألمانيا اليوم الإثنين، أنها حدّدت في إطار عملية مع السلطات الأميركية ووكالة الشرطة الأوروبية "يوروبول" مسؤولين رئيسيين في شبكة دولية من المقرصنين الإلكترونيين المرتبطين بموسكو، يشتبه في أنهم استهدفوا أكثر من 600 مؤسسة في أنحاء العالم.
ويُشتبه في أن هذه الشبكة شنّت أول هجوم كبير على النظام الصحي البريطاني عام 2017، واستهدفت العديد من الشركات والمؤسسات "حول العالم". في ألمانيا، كان مستشفى دوسلدورف الجامعي ومجموعة "فونكه" الإعلامية الكبيرة من بين ضحاياها عام 2020.
عمليات تفتيش
وذكر بيان للشرطة القضائية في منطقة شمال الراين-فستفاليا، أنه بعد سنوات من التحقيق، أجرى المحققون عمليات تفتيش الأسبوع الماضي، في ألمانيا وأوكرانيا.
وأصدرت السلطات أوامر توقيف بحق ثلاثة من المشتبه بهم الرئيسيين في المجموعة يعتقد أن لهم "صلات بروسيا" وهم الآن "مطلوبون في أنحاء العالم". وقد شاركت أيضا الشرطتان الهولندية والأوكرانية في العملية.
القرصنة الإلكترونية.. خطر يشغل العالم، إليكم التفاصيل 👇 pic.twitter.com/Df7cnMjS72
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 14, 2021
وتُتّهم شبكة القرصنة التي تستعمل أسماء عدة من بينها "إندريك سبايدر" و"دوبل سبايدر" بـ"الابتزاز الرقمي" و"التخريب الحاسوبي". وتستهدف المجموعة ضحاياها باستخدام برمجيات فدية بهدف ابتزاز مبالغ كبيرة منهم.
وقال مسؤول مكافحة الجرائم الإلكترونية في الشرطة الألمانية الإقليمية ماركوس هارتمان في بيان: إن القضية توضح "الطبيعة الدولية للهجمات الإلكترونية، من ناحية مرتكبيها وضحاياها".
وأضاف: "ولكن نجاح العملية يثبت أيضًا أننا، بصفتنا جهات إنفاذ قانون، قادرون على العمل دوليًا"، وفق البيان المذكور.
اختراقات سابقة
واختُرقت في الأشهر الأخيرة العديد من المواقع الإلكترونية الألمانية من بينها مواقع شركات طيران. ويُشتبه في أن مجموعات روسية مسؤولة عن عمليات القرصنة في ظل التوتر مع موسكو منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022.
وعلى ضوء الحرب الروسية في أوكرانيا، يوجه الغرب ثقله لردع موسكو، وقد سبق أن أقالت وزارة الداخلية الألمانية، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، رئيس وكالة الأمن السيبراني آرنه شونبوم، على خلفية تقارير عن علاقات محتملة تربطه بالمخابرات الروسية.
ووقفت ألمانيا بشكل كبير لدعم أوكرانيا لصد العملية الروسية وقدمت السلاح لكييف، والمال للنازحين الأوكرانيين.
وذكرت الوزارة في بيان، أن وزيرة الداخلية نانسي فيسر أقالت شوينبوم من منصبه "بشكل فوري"، بسبب الادعاءات التي "أضرت بالثقة في حياد ونزاهة إدارته"، حسبما نقلت وكالة أسوشيتد برس.
وتعرضت ألمانيا في السنوات الأخيرة للعديد من الهجمات الإلكترونية المنسوبة إلى روسيا، من بينها هجوم عام 2015 أثر على مجلس النواب ومكتب المستشارة السابقة أنغيلا ميركل.
يذكر أن وزارة العدل الأميركية، تمكنت قبل شهرين من إغلاق مجموعة "هايف" للقرصنة التي ابتزت أكثر من 1500 شركة في جميع أنحاء العالم، وجمعت منها فديات بلغت قيمتها نحو 100 مليون دولار.